|


سعد المهدي
المدرب المعلم أم الموظف؟
2022-10-15
مع تزايد تجاهل أدوار “المدرب” لوقوع اللعبة، وسط تجاذبات أوسع من ذي قبل بفضل “السوشال ميديا” ومنافستها لمنصات الإعلام التقليدية، برزت مجموعة من العبارات والمصلحات الجاهزة عند التوصيف والتعليق “المعلب” على ما جرى على أرض الملعب، تبنتها أطراف من داخل الوسط وخارجه في سباقها على احتلال مقاعد “التحليل” في المنصات المختلفة، ومعها بات من الصعب التأكد ما هو الصحيح وغيره.
وعلى أن القراءة الفنية قبل وبعد أداء المباريات، ربما لا تتعدى رأيًا أو توصيفًا لمشاهدات حدثت، أو متوقعة الحدوث استنادًا على ما سبقه، إلا أن هذا كان يجب ألا يكون هو “المحتوى” الوحيد لشرح ما فعله “المدرب”، ولا ما كان يجب أن يقوم به.
إن اختزال قيمة المدرب وتحضيراته للفريق في عبارة أو مفردة، هو تجاهل من الناقد أو المحلل الفني لما يجب أن يركز عليه من الجوانب التي تخص أساليب اللعب، ومناسبة اللاعبين للطريقة والخطة وظروف المباراة، وملابسات وقائعها، ومعرفة “المدرب” المسبقة “منهجه وتأريخه بيئة عمله وأدواته”، وتوافق شخصيته بما فيها الفنية مع الفريق من عناصر ومن حولهم.
إن النظر فقط إلى قمة جبل الجليد باعتباره “كله” يعني أن معرفتنا الأكثر عنه ناقصة تمامًا مثل ذلك في حال “المدرب” الحكم عليه دون الغوص في لب العملية الفنية، من يكون وكيف كان يجب أن يكون في الأساس، وعلى ماذا اعتمد في المواجهة استنادًا على ما يملكه “فعليًا” من أدوات، أو متابعة لحصص التدريب، في سياق مدرسته التدريبية ونهحه وفكره الفني الخاص الذي اصطبغ به خلال مشواره، فإنه لا يمكن دونها فهم ما الذي حاليًا يفعله في المباراة أو ما يؤسس له من أجل تحقيق هدفه في سباق مباريات الدوري أو أي مسابقة.
إن تحويل المدرب إلى “موظف” تنتظره واجبات محددة عليه القيام بها تحت سوط العقاب، لا “المعلم” الذي ننتظر منه ما نستزيد به قيمة، ونتعلم منه ما يناسبنا فعليًا استنادًا على أستاذيته، هو ما يجعلنا ندور في حلقة مفرغة عند التعاقد أو فسخ العقد لمدربين خسرنا بعضهم، وحمّلنا بعضهم الآخر خسائر أكثر.