|


د. عبد الرزاق أبوداود
السيطرة الخفية!!
2022-10-17
يعدُّ “الوكيل الرياضي”، “المستحدث” في الرياضة الاحترافية، الممثل القانوني المرخَّص للرياضيين المحترفين، مثل اللاعبين والمدربين، ويقوم بشراء وبيع عقودهم وخدماتهم، والتفاوض بشأنها، وهو الذي يسوِّق عروض توظيف وانتقال اللاعبين والمدربين، ويتقاضى عادةً نحو 11 في المئة من قيم العقود القانونية المبرمة.
وتبيّن “الخصائص الفريدة” للرياضة الاحترافية، أن “الوكلاء” مسؤولون عن الاتصالات والتفاوض مع مسؤولي الأندية الرياضية والمديرين والأفراد المعنيين، وتقديم التوصيات والنصائح والإرشادات القانونية “المدروسة”، وفتح مصادر جيدة للدخل، وإدارة العلاقات العامة والضرائب لعملائهم. ويقوم بعضهم بالتعامل مع الشؤون المالية والقانونية والنظامية للعملاء الرياضيين. لقد تحوَّلت كرة القدم إلى “صناعة” تجلب مليارات الدولارات، وتوجد في الكواليس “فئات غامضة” نسبيًّا، “تتحكم” بأسواق انتقالات المحترفين، ويتسبَّب “بعضهم” في مشكلات فنية ومالية وقانونية للأندية واللاعبين. ومن المرجَّح أن للوكلاء “القول الفصل”، غالبًا، بخفايا ودهاليز الرياضة الاحترافية، لدرجة “المطالبة” بتغيير تسمية “كرة قدم المحترفين” إلى “كرة قدم وكلاء اللاعبين” على سبيل “السخرية”. ويرى بعض “المراقبين” أن “المقترح” يستند إلى حقائق، تبيّن “أن الوكلاء” هم “أصحاب الكلمة”، حيث يقومون “بالتنقيب” بحثًا عن “المواهب الخام” لاستغلالها في خطوط الإنتاج والأرباح! وتبرز مشاهد “الغضب والحيرة” في أندية المحترفين عبر انتقالات بعض اللاعبين، حيث يرافقها ارتفاعٌ كبيرٌ في قيمتهم، بالتالي استفادة الوكلاء، الذين يجنون منها “الملايين”! ويقدم وكيل اللاعب “تسهيلات” شاملة للعلاقات والخدمات الاجتماعية، والإدارة المالية مع الأندية والدعاية والإعلان الخاصة بالمستفيدين، واستثمارات اللاعبين الضريبية، وتقديم الاستشارات المالية والمهنية عقب دراستها قانونيًّا، “ويقضي الوكلاء” جل وقتهم بمقابلة مسؤولي الأندية، والشركات ذات العلاقة، والمدربين بحثًا عن أنسب العروض، ويتطلَّب ذلك تجهيز ملفات متكاملة، “وإحصاءات” دقيقة لأداء اللاعب فنيًّا ولياقيًّا، “وطبيعة الإصابات”. ويقدم وكيل اللاعب كذلك تقارير دورية “لأدائه”، وتأثيره في مستقبل عروض الانتقالات والدعايات والإعلان، ويقوم “بعض الوكلاء” في الأسواق المحلية والأجنبية باتباع أساليب “غريبة”، والتورط في إشكاليات مع “بعض الأندية”، التي وقع عدد منها ضحية “الخداع والأساليب الملتوية”، و”تسويق” لاعبين مصابين، وعاطلين عن ممارسة اللعبة، وتدني مستوياتهم الفنية واللياقة، ويتجاهلون عدم جاهزيتهم، وكسادهم! ويلجأ بعض “الوسطاء” إلى خداع الأندية، والاتفاق مع بعض “الفاشلين” فيها “لابتزاز الداعمين”، و”خداع” الجهات المموّلة!