ذاكرة الجوال عندي ممتلئة، كلما أعجبني مقطعٌ التقطت له صورة، وفي لغة السوشال ميديا (كابتشر). ومع امتداد الكبتشرة طوال أشهر تعلن ذاكرة الجوال بين مدة وأخرى عن عدم تحملها أكثر مما تحملته، حينها أدخل مرحلة التصفية، أيُّ ما التقطته أبقيه وأيٌّ أمسحه، أفعل ذلك كل مدة.
اكتشفت أن ما كنت أحتفظ به كان يعود لحالاتي المزاجية، التقطت صورًا لسطور حزينة في الوقت الذي كنت أشعر حينها بشيء من الحزن، والتقطت صورًا لنكات في الوقت الذي كنت بمزاج جيد، كما أن قرار الاحتفاظ أو المسح يعود أيضًا للحالة المزاجية، عاتبت نفسي على بعض النكات التي احتفظت بها، سألتها: ما المضحك في هذه النكتة لكي تملأ بها ذاكرة جوالك؟ أو أعاتب نفسي لأنها احتفظت بسطور حزينة في الوقت الذي يجب أن يبعد الإنسان عن نفسه الضيق. هذا بعض ما يفعله المزاج عندما يشكل الذوق والآراء، اليوم اخترت بعض ما أبقيته في الذاكرة ولم أمسحه، وأبدأ بقصة قصيرة عن ما تسببه الفوضى وعدم المهنية، ولا شك أن بعضنا قد يشكل آراءه بطريقة خاطئة لأن معلوماته خاطئة (قبيلة من الهنود الحمر سألوا زعيمهم: هل سيكون الشتاء القادم باردًا أم معتدلًا؟ وكي يثبت زعيمهم رصانة توقعاته رغم عدم معرفته بتوقعات الطقس أجاب بحذر: نعم سيكون باردًا.. ابدؤوا بجمع الحطب للتدفئة فورًا. بعد فترة وجيزة أراد الزعيم التيقن من صحة توقعه فاتصل بهيئة الأرصاد الجوية وسأل الموظف المسؤول: هل سيكون الشتاء القادم باردًا؟ أجابه الموظف: نعم سيكون باردًا جدًا. فجمع الزعيم رجال عشيرته من جديد وقال لهم: الشتاء سيكون أكثر من بارد، اجمعوا كل ما تصل إليه أيديكم من الحطب. بعد فترة أراد الزعيم التأكد من أن التوقعات لم تتغير، فعاد واتصل بموظف الأرصاد الجوية ليطرح عليه نفس السؤال، فأجابه الموظف: سيكون مرعبًا في برودته، برودة لم تعرف البلاد مثيلًا لها في التاريخ كله. فسأله الزعيم: وكيف تعرف ذلك؟ أجابه الموظف: لأن الهنود الحمر يجمعون الحطب بجنون منذ أكثر من شهر!). الكابتشر الثاني عبارة عن قصة قصيرة لتولستوي ولم أتأكد من المصدر، قد تكون حكاية في رواية من رواياته، وقد لا تكون له من الأساس، بعض القصص القصيرة أو المقولات تنسب لغير أصحابها، في كل الأحوال القصة توضح أهمية الاتحاد وتنظيم الرأي عند الجماعة (نصب صيّاد حبائله قرب بحيرة، واصطاد كثيرًا من الطيور، كانت طيور كبيرة حملت الحبالة وطارت بها. ركض الصياد خلفها، رآه فلاح فقال له: إلى أين تركض هكذا؟ أتعتقد أنك تستطيع أن تلحق بالطير وأنت على قدميك؟ أجاب الصياد: لو كان طيرًا واحدًا ما لحقت به، لكني سأنجح هذه المرة، وهذا ما كان، فعندما جاء المساء أخذت الطيور تشد كل من جهة، كل أراد أن يلقى عشه، هذا نحو الغابة وذاك نحو المستنقع، والثالث نحو الحقل، فوقعت جميعًا مع الحبّالة والتقطها الصياد). الكابتشر الثالث عن اجتماع حسن النية وسوء التصرف وسوء الحظ (أحد الأشخاص يقول: أنا وصديقي متخاصمين منذ 4 سنوات، أردت التصالح معه ولكن خفت أن يرفض الحديث معي، دخلت القهوة فوجدته جالسًا لوحده، أتيت وجلست خلفه وطلبت من أحدهم أن يلتقط لنا صورة، نشرت الصورة على الفيس بوك وكتبت: أتمنى أن يزول الحائط الذي بيننا! بعد نصف ساعة اتصل بي ذلك الصديق وقال: بسبب تلك الصورة عرف أبي أني أدخن!).
اكتشفت أن ما كنت أحتفظ به كان يعود لحالاتي المزاجية، التقطت صورًا لسطور حزينة في الوقت الذي كنت أشعر حينها بشيء من الحزن، والتقطت صورًا لنكات في الوقت الذي كنت بمزاج جيد، كما أن قرار الاحتفاظ أو المسح يعود أيضًا للحالة المزاجية، عاتبت نفسي على بعض النكات التي احتفظت بها، سألتها: ما المضحك في هذه النكتة لكي تملأ بها ذاكرة جوالك؟ أو أعاتب نفسي لأنها احتفظت بسطور حزينة في الوقت الذي يجب أن يبعد الإنسان عن نفسه الضيق. هذا بعض ما يفعله المزاج عندما يشكل الذوق والآراء، اليوم اخترت بعض ما أبقيته في الذاكرة ولم أمسحه، وأبدأ بقصة قصيرة عن ما تسببه الفوضى وعدم المهنية، ولا شك أن بعضنا قد يشكل آراءه بطريقة خاطئة لأن معلوماته خاطئة (قبيلة من الهنود الحمر سألوا زعيمهم: هل سيكون الشتاء القادم باردًا أم معتدلًا؟ وكي يثبت زعيمهم رصانة توقعاته رغم عدم معرفته بتوقعات الطقس أجاب بحذر: نعم سيكون باردًا.. ابدؤوا بجمع الحطب للتدفئة فورًا. بعد فترة وجيزة أراد الزعيم التيقن من صحة توقعه فاتصل بهيئة الأرصاد الجوية وسأل الموظف المسؤول: هل سيكون الشتاء القادم باردًا؟ أجابه الموظف: نعم سيكون باردًا جدًا. فجمع الزعيم رجال عشيرته من جديد وقال لهم: الشتاء سيكون أكثر من بارد، اجمعوا كل ما تصل إليه أيديكم من الحطب. بعد فترة أراد الزعيم التأكد من أن التوقعات لم تتغير، فعاد واتصل بموظف الأرصاد الجوية ليطرح عليه نفس السؤال، فأجابه الموظف: سيكون مرعبًا في برودته، برودة لم تعرف البلاد مثيلًا لها في التاريخ كله. فسأله الزعيم: وكيف تعرف ذلك؟ أجابه الموظف: لأن الهنود الحمر يجمعون الحطب بجنون منذ أكثر من شهر!). الكابتشر الثاني عبارة عن قصة قصيرة لتولستوي ولم أتأكد من المصدر، قد تكون حكاية في رواية من رواياته، وقد لا تكون له من الأساس، بعض القصص القصيرة أو المقولات تنسب لغير أصحابها، في كل الأحوال القصة توضح أهمية الاتحاد وتنظيم الرأي عند الجماعة (نصب صيّاد حبائله قرب بحيرة، واصطاد كثيرًا من الطيور، كانت طيور كبيرة حملت الحبالة وطارت بها. ركض الصياد خلفها، رآه فلاح فقال له: إلى أين تركض هكذا؟ أتعتقد أنك تستطيع أن تلحق بالطير وأنت على قدميك؟ أجاب الصياد: لو كان طيرًا واحدًا ما لحقت به، لكني سأنجح هذه المرة، وهذا ما كان، فعندما جاء المساء أخذت الطيور تشد كل من جهة، كل أراد أن يلقى عشه، هذا نحو الغابة وذاك نحو المستنقع، والثالث نحو الحقل، فوقعت جميعًا مع الحبّالة والتقطها الصياد). الكابتشر الثالث عن اجتماع حسن النية وسوء التصرف وسوء الحظ (أحد الأشخاص يقول: أنا وصديقي متخاصمين منذ 4 سنوات، أردت التصالح معه ولكن خفت أن يرفض الحديث معي، دخلت القهوة فوجدته جالسًا لوحده، أتيت وجلست خلفه وطلبت من أحدهم أن يلتقط لنا صورة، نشرت الصورة على الفيس بوك وكتبت: أتمنى أن يزول الحائط الذي بيننا! بعد نصف ساعة اتصل بي ذلك الصديق وقال: بسبب تلك الصورة عرف أبي أني أدخن!).