موظف السياحة السابق يستعرض تاريخ جدّه يوميّا أمام الزوار.. والتوثيق همّه
منزل الربيعة.. 220 عاما و400 قطعة أثرية
يعتزم فهد الربيعة، المدير السابق لمكتب وزارة السياحة في محافظة المجمعة، تسجيل منزل جَدِّه، الواقع في البلدة القديمة، متحفًا خاصًا.
يصل عمر المنزل، الذي تفقّدته “الرياضية” أمس، إلى أكثر من 220 عامًا. وزيارتُه متاحةٌ يوميًّا من بعد العصر إلى العشاء ودون مقابل مادي، فيما تضم جنباتُه أكثر من 400 معروضٍ من المقتنيات القديمة، أغلبها مرتبط بالأنشطة المنزلية والزراعية.
يقول الربيعة “الزوار الدائمون من شُيّاب مدينتنا.. نتذكر الماضي ونوسّع صدورنا.. ويأتيني أشخاص من الرياض والقصيم وحائل وأحيانًا من الجنوب.. يريدون معرفة تفاصيل البيوت القديمة والحياة اليومية آنذاك”.
وفقًا له، يعود بناء البيت إلى عام 1220هـ على يد شخص من سكان المجمعة يدعى طامي بن كنعان. لكنه آل بالشراء إلى عبد الكريم بن ربيعة، جد والد فهد، في عام 1338هـ، وسكنته أسرته ثم أبناؤه وأحفاده حتى 1398هـ، عام انتقالهم إلى الأحياء الجديدة.
منذ ذلك الحين حتى 1418هـ، سكنَه مستأجرون، ثم أُغلِق وهُجِر، حتى تسلّمه فهد الربيعة وأعاد تأهيله وفتَحه للزيارات في 1424هـ. يوضح الربيعة “كان المنزل على طابقين، فجعلته على طابق واحد، بمساحة 150 مترًا مربعًا، وحافظت على هويته مع بعض التحديثات مستفيدًا من خبرتي العملية في مجال السياحة.. وأهم أركانه مجلس للرجال وآخر للنساء ومشبّ وغرفة نوم ومطبخ ودورة مياه.. أما الأبواب فمن الخشب القديم وعمرها 100 عام أو أكثر”. بعد إعادة التأهيل، جمع الربيعة المعروضات معتمدًا على ثلاثة مصادر، ما بَقِي من ساكني البيت الأوائل، وما زوّده به بعض أصدقائه، وما حصل عليه من أشخاصٍ في مناطق أخرى، أحدُهم في القصيم باعَه موازين قديمة انقطع استخدامها وتداولها في الأسواق السعودية.
ويخطط الربيعة، كما ذكر لـ “الرياضية”، لاستكمال توثيق القطع، بتحديد عمر كلٍ منها واستخدامها، تمهيدًا لتقديم طلب تسجيل البيت متحفًا خاصًا.
وتوضع المتاحف الخاصة على المسارات السياحية الرسمية، وتشارك بأجنحة في المهرجانات والفعاليات، ما يزيد من شهرتها وعدد زوارها.
ويقول الربيعة الذي تقاعد عن العمل قبل ثلاثة أعوام “أتطلّع إلى إتمام خطوة التسجيل، لدى وزارة السياحة، خلال عام من الآن.. لديّ نواقص في التوثيق وجارٍ استكمالها، وأبنائي يساعدونني”.