النجمة الكبيرة تتحدث عن الصعوبات وهدية «داعش»
منة: «روح» أرهقتني
أعربت النجمة المصرية منة شلبي عن سعادتها بما حصدته من جوائز عن شخصية “روح” في مسلسل “بطلوع الروح”، الذي أحدث جدلًا كبيرًا بطرحه قضايا كثيرة حول المرأة داخل تنظيم “داعش” للمرة الأولى في الدراما العربية، مؤكدةً أنها راضية عن كل ما قدمته خلال مشوارها الفني. وفي حوارها مع “الرياضية” تحدَّثت منة عن هذه الشخصية، وقدَّمت رأيها في المنصات الإلكترونية.
01
كيف استقبلتِ حصولكِ للمرة الثانية على جائزة أفضل ممثلة عربية عن شخصية “روح” في مسلسلكِ الأخير “بطلوع الروح”؟
سعيدةٌ جدًّا بها، وبكل الجوائز التي حصل عليها المسلسل. “بطلوع الروح” عملٌ مهمٌّ، وناقش قضايا عدة حول المرأة داخل تنظيم “داعش”، لم يتناولها أي عمل عربي من قبل لصعوبتها، وأشكر جميع الفنانين والعاملين الذين شاركوا فيه، خاصةً المخرجة كاملة أبو ذكرى، التي قدمت جهدًا كبيرًا، واهتمَّت بكل التفاصيل، ما أثمر عن عمل نفخر به جميعًا، كما أشكر شركة الصباح للإنتاج التي قدَّمت كل الدعم لخروج العمل بهذا الشكل المشرِّف، والكاتب محمد هشام عبية على هذا السيناريو المميَّز، وكل مَن شارك بخروجه للنور.
02
“بطلوع الروح” ليس العمل الأول الذي يجمع بين منة شلبي وكاملة أبو ذكرى، هل هناك كيمياء معينة تربطكما؟
المخرجة كاملة أبو ذكرى من المخرجات اللاتي أشعر بالمتعة عند العمل معهن، فأفكارنا متقاربة، ونبدع معًا، إذ نبحث كثيرًا في الفكرة والتفاصيل التي تضيف للشخصية.
03
هل أرهقتكِ “روح” بدنيًّا مقارنةً بغيرها من الشخصيات التي قدَّمتِها؟
نعم، أرهقتني كثيرًا، فالشخصية صعبة، وشكَّلت حملًا زائدًا على أعصابي. هي شخصيةٌ ممتازة، لكنها صعبة ومليئة بالتحديات، كما أن فكرة المسلسل تحمل عمقًا كبيرًا، وهو ما شعر به الجمهور، ودفعهم إلى التفاعل مع العمل.
04
الجدل الذي دار حول المسلسل قبل عرضه، هل جاء في مصلحته؟
الانتقادات التي حدثت قبل عرض المسلسل، كانت بالنسبة لي أمرًا غريبًا. أنا أتفهَّم أن يأتي الانتقاد بعد عرض العمل، لكن أن يحدث هذا قبل عرضه، فهذا أمرٌ مفاجئ، وجعلني أشعر بمبالغة شديدة، وقد يكون ذلك سببًا في تفاعل الجمهور العربي معه عند عرضه، خاصةً أننا قدمنا عملًا متكاملًا، تطرَّق إلى قضية مهمة، تؤرق العالم كله، وهي الإرهاب، وعالجناه بقوة، حيث صوَّرت الكاميرا في أماكن ضيقة كواليسَ عن تنظيم “داعش”، وكانت المخرجة كاملة أبو ذكرى على وعي تامٍّ بحركة الكاميرا، وتكوين المشهد، ما أسهم في نجاح العمل.
05
ذكرتِ في أحد لقاءاتكِ أن العمل كان صعبًا في كل شيء حتى تصويره، ماذا تعنين بذلك؟
هذا صحيح، فلم نكن نعلم شيئًا عن “داعش” إلا من خلال القراءات والفيديوهات القليلة التي ما زالت متاحةً عبر شبكة الإنترنت، لذا استعانت المخرجة بأشخاص عاشوا في مدينة الرقة السورية، ثم انتقلوا إلى لبنان، وعاصروا فترة احتلال “داعش” لها، وساعدونا في تحديد تصرفات الإرهابيين بشكل دقيق، واستمر التصوير ثلاثة أشهر في مدينة بعلبك على الحدود السورية، وفي مخيم للفلسطينيين يحمل اسم جورو. كل العاملين كانوا يشعرون بأهمية الموضوع، وصعوبة التصوير والتنفيذ، وكل مَن وقف وراء الكاميرا تعب كثيرًا، لكن نجاح المسلسل أزاح كل التعب الذي عشناه.
06
هل تعدُّ “روح” أصعب شخصية قدَّمتها منة شلبي خلال مسيرتها؟
كل شخصية فيها نقاط تميّزها، وتحمل تحديات معينة، لذا لا توجد شخصية سهلة، وأخرى صعبة. كل شخصية قدَّمتها، أخذت من روحي الكثير، فأنا لا أقدم أي شخصية إلا إذا كنت مقتنعةً بها وبالعمل، فكيف سأتعايش معهما وسأقنعك بهما، وأنا لست مصدّقةً لهما.
07
هل هذا ما جعلكِ تظهرين ضيفةَ شرفٍ في مسلسل الجماعة، وأنتِ بطلة سينمائية وتلفزيونية؟
أتذكر جيدًا، أن هذا المسلسل ظهر فيه نجومٌ كثرٌ بوصفهم ضيوفَ شرف لاقتناعنا بأهميته، وثقتنا بالمؤلف الكبير الراحل وحيد حامد، والمخرج محمد ياسين، وقد شعرت بعد الحلقة التي ظهرتُ فيها بأن المشهد الصغير الذي قدمته أضاف لي الكثير، والواقع أن هذا المسلسل أضاف لجميع نجومه سواءً الذين لعبوا الأدوار الرئيسة، أو الذين ظهروا ضيوف شرف.
08
ما مدى رضاك عما قدمتِه في مسيرتكِ؟
راضيةٌ تمامًا عما حققته. عندما أستعيد ما قدمته منذ بداياتي وإلى الآن، أجد أنني نجحت في تقديم أعمال مختلفة، رومانسية وتراجيدية وكوميدية وسياسية، ونماذج إنسانية بعيدة تمامًا عن بعضها، وبعيدة عن شخصيتي أيضًا، وهذا نجاحٌ لي بصفتي ممثلةً، لكنني حريصةٌ على ألا أصل إلى الشعور بالرضا التام، وإلا لن أتقدم، وهناك في داخلي ما يدفعني دائمًا إلى البحث عن الجديد وتحدي نفسي في أدوار متنوعة وصعبة.
09
ما سقف طموحكِ الفني؟
طموحي الفني لا سقف له، فكل محطة في حد ذاتها هدفٌ للانطلاق إلى المحطة التي تليها، وما زال لدي الكثير لأقدمه.
10
أعمالكِ كانت من أوائل الأعمال التي عُرضت على المنصات الإلكترونية، كيف ترين هذه المنصات وهل أثرت في شاشة التلفزيون؟
أصبحت المنصات الإلكترونية منفذًا مهمًا للدراما التلفزيونية، ولها روَّادها ومتابعوها الذين يذهبون إليها، وهي نتاجٌ للمناخ العام، كما أنها قدمت فرصًا عدة للمنتجين لخوض غمار المنافسة على مدار العام، وتقديم كثير من الأعمال الفنية ذات المستوى الفني المتميز، لكن لا يزال الوقت مبكرًا للإفصاح عن مدى استفادة الدراما فنيًّا من هذه المنصات.