|


أحمد الحامد⁩
تغريدات الطائر الأزرق
2022-11-07
اليوم موعد تغريدات تويتر الذي لن يعود كما عرفناه، فالمالك الجديد له توجهاته الجديدة، ويحق لمن دفع 44 مليارًا أن يغيّر ويضيف ويحذف، حتى الـ 8 دولارات التي طلبها كمبلغ شهري للعلامة الزرقاء تبدو من أبسط حقوقه، وقد أجاب أحد منتقدي الرسوم الجديدة أن المبلغ أشبه بكوب قهوة يشتريه من المقهى، فلماذا يستكثره عليه ولا يستكثره على المقهى؟
الجيد في وجود إيلون ماسك كمالك جديد أنه يريد إشراك المغردين في كسب المال من تغريداتهم، وهذا أمر مهم للمغردين النشطين ممن يقدمون محتوى يستحق أن يدفع عليه. شيء أثار استيائي من ماسك وهو نيته طرد نصف موظفي تويتر إن صحت الأخبار، لست من جماعة طرد الموظفين لخفض التكلفة وزيادة الأرباح، بل في استخدام الموظفين في فتح أعمال ووسائل أرباح جديدة. أبدأ بأول تغريدة لحساب true memes الذي نشر صورة لبيومي فؤاد وعليها هذا التعليق (من كتر الأصوات اللي بتتكلم جوايا بقيت لما أتكلم مع نفسي بقول يا جماعة) عندي تجربة عن التكلم مع النفس، وتوصلت أن الانشغال بالعمل والتركيز ممن يخففها، ويحوّل أوقاتها إلى أوقات تفكير بالعمل. أمل ناضرين ترجمت من الإنجليزية مقولة رائعة، وهي نصيحة لمن يريد أن يعيش برضا وسلام (تعلّم أن تحب صوت أقدامك المبتعدة عن الأشياء غير المقدّرة لك). عبد الله السعدون اقتبس مقولة لهنري ميلر، وهي تنبيه شديد الأهمية، لأنه يوزن لك الأشياء التي ضننت أن لا وزن لها، أو نسيت أن لها وزنًا (إن كنت تستطيع النوم كل ليلة دون تناول حبة، وإن كانت الطيور والأزهار والجبال والبحار ما زالت تلهمك فعليك أن تجثو على ركبتيك لتشكر الله). قبل ثلاثة أسابيع دخلت مطمعًا، قدم لي النادل المنيو، فتحته فوجدت ما لا يقل عن 40 صنفًا كنت قادر على شراء أغلاها، وكنت أشعر بأمان كامل، وبصحة جيدة ولله الحمد، حينها تفكرت في الوضع الذي أنا فيه فحمدت الله. لا أقول هذا لكي أظهر بمظهر العاقل، بل لكي يستفيد القارئ غير المنتبه للنعم الكثيرة لديه، فقد كنت في يوم ما متبرمًا في الوقت الذي كان يحب أن أكون شاكرًا وحامدًا. عبد الكريم غرّد (كتب أحدهم: جدتي عمرها 80 سنة، زعلانة من جدي عمره 88 سنة لأنه ذهب لعزاء وحدة كان خاطبها من 60 سنة… النكد ليس له تاريخ صلاحية) لا أظنه نكدًا، قد تكون غيرة، والغيرة لا تعرف زمنًا وبعضها لا يفرّق بين الأحياء والأموات. حساب هندسة النحو غرد بهذه الطرفة، وهي إسقاط عن الذين لا ينتبهون لمغزى الكلمات، ولا ينتبهون لمغزى الكلمات هي تلطيف لكلمة (بليد) حاولت أن أبتعد عن قولها، لكن الذي في الطرفة بليد (سألتني: ما هو أقرب شيء إلى قلبك؟ فقلت الرئتين… فهجرتني. أيعقل أن يكون الكبد هو الأقرب؟).