أحمد الحامد⁩
بود كاست وأفلام
2022-11-09
ـ إذا قلنا فيلمًا عربيًّا فالمقصود فيلم مصري، لأن المحروسة هي أم وأب وأخ وأخت الأفلام العربية، بقية الأفلام العربية غير المصرية هي أقارب للفيلم العربي، ولكن من بعيد.
هناك أفلام سورية بعضها ممتاز ولبنانية ومن المغرب العربي، لكنها لا تعد أكثر من إنتاج عام واحد من أعوام السينما المصرية في الثمانينيات، ومع أنني أرى أن لكل فترة موضوعاتها وأبطالها، إلا أن ثلاثية السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات تبقى بالنسبة لي هي الأكثر تأثيرًا، لأنها أكثر تنوعًا وجرأة.
الأفلام المصرية منذ صعيدي في الجامعة الأمريكية الذي يعتبر انطلاقة للشكل الجديد والأبطال الجدد للسينما المصرية غلب عليها الطابع الكوميدي القائم على الإفيهات، ولو راجع المشاهد قصص هذه الأفلام لوجد أن معظمها قائم على وجود الشاب خفيف الدم الذي يتعرف على الفتاة الجميلة الغنية، خرج من هذه المعادلة فيلم الحرب العالمية الثالثة، المقتبسة فكرته من فيلم أمريكي، لكن صناع الفيلم قدموه بروح مصرية بمهارة.
على الجانب الآخر، هناك بعض الأفلام أقل شهرة لكنها ذات قيمة فنية عالية، منها صرخة نملة وكباريه والفرح. الفارق في سينما السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات أن الفيلم غير الكوميدي كان يحقق نجاحًا وانتشارًا لا يقل عن نجاح الأفلام الكوميدية اليوم.
ـ البودكاست الصوتي هو برنامج إذاعي مسجّل، ليس أكثر من ذلك، الفارق أن برامج الإذاعة تبث على الإذاعة، بينما البودكاست يبث على وسائل أخرى منها تطبيق البودكاست، والمقارنة بين مقدمي البرامج الإذاعية وبرامج البودكاست لا تصلح، لأن مقدم البودكاست يعمل طوال أسبوع أو أسبوعين، لتجهيز وتقديم محتوى مدته ربع أو ثلث ساعة، بينما مقدم البرامج الإذاعية عليه أن يقدم يوميًّا برنامجًا مدته على الأغلب ساعتان، كما أن توجه البرامج الإذاعية ترفيهي ومنوع خفيف، بينما في البودكاست يتم التركيز على موضوع واحد بصورة مكثفة.
من جمال التقنية أنها أدخلت البودكاست إلى عالم الاستماع، وهذا ما عدّد الخيارات للمستمعين، وزاد من البرامج الصوتية، وأعتقد أن المزيد من مقدمي البودكاست الصوتي سينضمون إلى عالم الأذن تعشق قبل العين أحيانًا.
قبل أيام كنت مسافرًا وشاهدت لوحة على أحد المحلات وقرأت كلمة استوديو، وللكلمة تأثير مغناطيسي عندي، دخلت فوجدت مكانًا جميلًا بديكوراته المريحة، قام أصحابه بتقسيمه إلى عدة استوديوهات أنيقة، بعضها مجهز للبودكاست الصوتي، والآخر للبودكاست المرئي، كل ما على مقدم البرنامج أن يأتي بالمحتوى يريد تسجيله، أو أن يأتي برفقة ضيفه الذي يريد استضافته في البرنامج، أتمنى أن أشاهد مثل هذه الفكرة في مناطق مختلفة من المملكة، لا أشك أننا سنتعرف على أصوات ووجوه ستضيف إلى عالمنا المسموع والمرئي.