|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2022-11-18
ـ تنطلق غدًا أولى مباريات كأس العالم، والبطولة مناسبة للابتعاد عن القلق، الذي يسببه الإعلام لنا، تارة احتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة، وتارة اقتصاد العالم معرض للدخول في كساد طويل، ولا ننسى علماء الأوبئة، الذين يحذرون من أمراض أشد من كورونا، نقرأ ما يكتبه الإعلام فنصاب بالقلق، مع أن لا علاقة لنا نحن القراء بما يخيفوننا به، فلا نحن الذين نقرر حربًا عالمية ثالثة، ولا نحن من سيتسبب بركود اقتصادي عالمي، ولا ننشر الأوبئة، يبدو أن الإعلام يستخدم خطة: دعه يخاف لكي يتابع المستجدات..!
هكذا يحصلون على قراء ومشاهدين دائمين.. وخائفين! لكننا الآن وخلال شهر كامل سيضطر الإعلام لتغيير عناوينه لنا لتصبح رياضية، نتائج الفوز والخسارة دون ضحايا ولا خوف، لماذا لا تستمر البطولات الرياضية دون انقطاع طوال العام، ألن يكون العالم أكثر جمالًا وسلامًا وطمأنينة؟
ـ منذ ساعات وأنا أفكر في رسالة “الواتساب” وصلتني من صديق، كيف سدد بعض المديونين مديونياتهم دون وجود مال (في قرية صغيرة وفقيرة، الجميع غارق في الديون، ويعيش على الاقتراض، فجأة يأتي رجل سائح غني إلى المدينة ويدخل الفندق ويضع 100 دولار على طاولة الاستقبال، ويذهب لتفقد الغرف في الطابق العلوي من أجل اختيار غرفة مناسبة. في هذه الأثناء يستغل مالك الفندق الفرصة ويأخذ الـ 100 دولار ويذهب مسرعًا إلى الجزار ليدفع دينه. الجزار يفرح بالدولارات ويسرع بها إلى تاجر الماشية ليدفع باقي مستحقاته عليه. تاجر الماشية بدوره يأخذ الـ 100 دولار ويذهب بها إلى تاجر العلف لتسديد دينه، تاجر العلف يذهب إلى سائق الشاحنة، الذي أحضر العلف من بلدة بعيدة، لتسديد ما عليه من مستحقات متأخرة، سائق الشاحنة يذهب مسرعًا إلى فندق المدينة، والذي يستأجر منه غرفة بالدين عند حضوره لتسليم العلف ليرتاح من عناء السفر، ويعطي مالك الفندق الـ 100 دولار لتسديد ديونه، مالك الفندق يعود ويضع الـ 100 دولار مكانها مرة أخرى على الطاولة قبل نزول السائح الغني من جولته التفقدية، ينزل السائح، الذي لم يعجبه مستوى الغرف، ويقرر أخذ الـ 100 دولار ويرحل عن المدينة!
ـ سبق ورددت المثل: “ما يعرف كوعه من بوعه”، رددته وأنا أصف مستوى أحدهم في شأن ما، أو استخدمته وأنا أصف معرفتي بشأن جديد علي: ما أعرف كوعي من بوعي!. أفهم أن المثل يعني الذي لا يفرق بين الكوع والبوع كإشارة إلى جهل، ولكن: ما هو الكوع وما هو البوع؟ لم أكن أعرف الإجابة حتى قرأتها في حساب هندسة النحو المختص في شؤون اللغة، مع أنني رددت المثل واستخدمته عشرات المرات، الكوع: طرف الزند الذي يلي أصلَ الإبهام. البوع: عظم يلي إبهام الرِجل. الحمد لله أنني عندما كنت استخدم المثل: لا يعرف كوعه من بوعه.. لم يسألني أحد إذا ما كنت أنا أعرف مكانهما!.