|


نواف العقيّل
كأس العالم ستبكي
2022-11-18
يستعد العالم لانطلاق كأس العالم قطر 2022، البطولة التي ستكون بنسبة كبيرة جدًا الأخيرة للأسطورتين ميسي ورونالدو، والكل يترقب الختام، ومن سيتفوق على الآخر، والبعض يتمنى أن يشاهد نهائي القرن في كرة القدم بين الأرجنتين والبرتغال، لتختتم المنافسة بين الثنائي بفوز لاعب على الآخر.
على مدى تاريخ كرة القدم، كان الفوز بكأس العالم يصنع من اللاعبين أساطير في بلدانهم وفي كرة القدم أيضًا، ارتبط بيليه على سبيل المثال بقوة بكأس العالم، أيضًا مارادونا ارتبط كثيرًا في كأس العالم، والبعض وضع الثنائي في قمة كرة القدم بسبب ما قدماه في كأس العالم مع منتخبي بلديهما.
ولكن الأمر مع ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو مختلف تمامًا، الثنائي التاريخي لا يرتبط بكأس العالم نهائيًا، على الأقل حتى كتابة هذه المقالة، عندما تتحدث عن ميسي ورونالدو تذهب مباشرة إلى دوري الأبطال، البطولة التي تعد هي الأهم في الجيل الحالي لمكانتها الكبرى لدى الأندية والمشجعين، عكس ما حدث في جيل بيليه أو مارادونا، وهذا الأمر يجعل خسارة ميسي ورونالدو لكأس العالم لا تعني شيئًا في مسيرتهما، وأيضًا الفوز بها، فالثنائي من وجهة نظري يتربع وبقوة على هرم كرة القدم، ولكن أمر الفوز بالكأس سيكون مختلفًا للبلدين، هل تخيلت يومًا أن يعود كأس العالم بعد سنوات من الغياب إلى الأرجنتين؟ أو تخيلت يومًا أن البرتغال أخيرًا تدخل ضمن النخبة الفائزة بكأس العالم؟
نعم هذا الأمر يعني الكثير والكثير للمنتخبات، ولكن لثنائي تاريخي إن أتى فهو إضافة لما حصل، وإن لم يأتِ لن يؤثر كثيرًا.
شخصيًا أرى أن كأس العالم هي من ستبكي كثيرًا إن خرج الثنائي من النسخة الأخيرة دون الفوز باللقب، دون أن تسجل في سجلاتها التاريخية اسم ميسي ورونالدو، الثنائي الذي غيّر العديد من الأمور في كرة القدم في الألفية الجديدة، وهذا الأمر أيضًا له جوانب تسويقية ستهدر من الفيفا لسنوات قادمة، دون خلق قصة للثنائي مع كأس العالم كما حصل مع مارادونا وبيليه. رونالدو وميسي ثنائي تاريخي سنذكره كل يوم في كرة القدم بعد الاعتزال كما كان وقت اللعب، هذا الثنائي هو من سيشرف كأس العالم وليس العكس، ولسوء الحظ سيكون هناك بطل واحد فقط أو لن يكون هناك ميسي ورونالدو في سجلات أبطال كأس العالم.