|


حمزة إدريس.. (قليل الحظ.. يلاقي العظم في الكرشة)!

جدة - محمد البكيري 2022.11.26 | 12:21 am

غزير الأهداف محليًّا.. قليل الحظ دوليًّا مع المنتخب الأول.
تستطيع أن تقول: ولد كرويًّا وفي فمه ملعقة (هدف) من فضة. واعتزل.. وفي فمه ملعقة أهداف من ذهب. فأطلق عليه (حمزة قووول).
هو ابن المدينة المنورة (مواليد عام 1972م)، أحد أبرز نجومها القلائل الذين نقشوا تاريخًا لا يُنسى.
ركض حافيًا بين أزقة المدينة وعلى ملاعبها الترابية يداعب الكرة، مستعرضًا مهاراته بين أقرانه. حتى اصطادته ناشئًا أعين (نادي أحد). يُعد من أعرق خمسة أندية تأسيسًا في السعودية، وأولها على مستوى المنطقة (1985م).
المهاجم الأسمر. ذو الطول اللافت (183 سم) الذي يتمركز كقناص. ويركض برشاقة غزال. ثم يصعق الشباك كـ (البراق) الخاطف، حتى اشتهر بذلك اللقب.
صعد بفريق أحد من دوري الدرجة الأولى إلى الدوري الممتاز (المحترفين) حاليًّا مرتين. الأولى عام (1991م)، أما الثانية فكانت عام (1993م) وحقق معه لقب الهداف.
غيَّرت مكالمة بين (جدة والمدينة) حياته، محدثة تحولًا تاريخيًّا في مسيرته وسجل ناديه الجديد البطولي. بانتقاله من نادٍ عريق تأسيسًا إلى نادي الاتحاد الأول تأسيسًا في السعودية (1997م) بقيمة وصفت بالصفقة الأعلى في تاريخ الاحتراف المحلي (بدأ من موسم 1993ـ1994م)، بلغت (3 ملايين ريال) حينها.
يقول المثل: (قليل البخت.. يلاقي العظم في الكرشة).
وهو يشبه حظ (حمزة قوول) مع المنتخب الوطني الأول. بالجلوس (احتياطيًّا) في أغلب مشاركاته الدولية.
لم تشفع له أهدافه البالغة (139 هدفًا) بقميص الاتحاد. ولم يملأ تحقيقه لقب هداف الدوري السعودي برقم قياسي (33 هدفًا) عين مدرب المنتخب. ليملك الثبات في تشكيلة بطولة. أو انتزاع مركز رأس الحربة لفترة لائقة!!
ولم يشفع له أيضًا أنه من اللاعبين القلائل الذين تدرجوا من الناشئين إلى الفريق الأول بقميص المنتخب. منذ كان في نادي أحد. سجل (30 هدفًا) مع الأخضر.
أسهم بالركض.. ساحبًا معه اثنين من لاعبي بلجيكا. في الوقت الذي كان فيه سعيد العويران يقتحم منطقة العمليات، مسجلًا الهدف الأسطوري. مونديال (1994م).
جاءت الضربة القاصمة لحظوظه. عندما فقد المنتخب السعودي بطولة أمم آسيا (2000م) بلبنان. أمام المنتخب الياباني. بعد تسببه في إهدار ركلة ترجيح.
ذات ليلة طرفاها حمزة إدريس ورئيس نادي الاتحاد السابق منصور البلوي، وكنت ثالثهما. فتح حمزة موضوع اعتزاله الذي كان يتردد إعلاميًّا حينها. ما زلنا في منتصف الموسم. يفكر بالمغادرة قبل نهايته. يرى أنه أدى دوره باقتدار. وفي ظل وجود مهاجمين محليين ومحترفين مميزين. حان وقت رحيله.
عندها نظر البلوي له بتركيز. ورد عليه بجدية: ليس هناك هذا وقته. حقق لنا الدوري. وأضاف لك مني هدية سيارة فاخرة. وحق الاعتزال.
وهو ما حدث. حمل الاتحاد لقب الدوري (2007م) من أمام الهلال بهدفي أسامة والمنتشري. وتسلم (أبو موفق) ما وعده به (أبو ثامر) وأعلن اعتزاله الكرة. تاركًا خلفه إرثًا لا يُنسى في ذاكرة الكرة عامة وقلوب الاتحاديين خاصة.



ديسمبر (2009م) أقيمت مباراة اعتزاله ضد فريق يوفنتوس الإيطالي وشاركوه بعض النجوم العرب بقميص الاتحاد. والآن هو مسؤول عن القطاعات السنية بنادي الاتحاد، بعد فترة قصيرة قضاها في التدريب.