|


محمد أمين حيدر.. (سقف الكفاية) بين مونديالين

جدة - محمد البكيري 2022.11.28 | 12:39 am

داخل أحد بيوت أحياء جدة الحديثة حينها والمليئة بالملاعب الترابية التي تحيط بالحي حينها (1980م)، قبل التوسع العمراني حاليًّا.
ولد ونشأ هناك بين صيحات أقرانه وهم يركضون. يركلون الكرة بين حدود مرمى من حجرين. كان مغرمًا بالمراوغة وتسجيل الأهداف. من هناك قادته موهبة قدميه الصغيرتين برعمًا إلى شارع الصحافة، حيث معقل أعرق الأندية السعودية وعميدها تأسيسًا.. الاتحاد.
خلال مسيرته الكروية ما بين عامي (1990 ـ 2010م) تمكن. وقليل من (تمكنوا) محليًّا من أن تطول أعناق طموحاتهم (سقف الكفاية). عندما اعتلى بالقميص المقلم بالأصفر والأسود مع فريقه قمتي دوري الأبطال الآسيوي مرتين (2004 و2005)، ثم المشاركة في مونديال الأندية اليابان، التي حمل لقبها الاتحاد.
أما بالقميص الوطني الذي تدرج في قطاعاته السنية، فكانت ذروتها عندما طالت قدماه النحيلتان المشاركة في مونديال (2006م) بألمانيا.
‏لعب في المحفل العالمي (25 دقيقة) أمام تونس. قاد مع زميله مالك معاذ هجمة أسفرت ‏عن هدف التقدم للمنتخب على تونس بقدم سامي الجابر الدقيقة 85، علمًا بأن ‏الثلاثي (محمد أمين ـ مالك ـ سامي) لعبوا معًا 8 دقائق فقط، ‏ثم لعب أساسيًّا أمام أوكرانيا لمدة 55 دقيقة واستبدل وحلَّ بدلًا ‏منه مالك معاذ.‏ أيضًا دخل التشكيلة في اللقاء الأخير أمام إسبانيا ولم يشركه المدرب ‏في تلك المباراة.‏
حرمته الإصابة من الحضور في نهائيات كأس آسيا (2007م) ففقد مركزه عند تولى ‏المدرب البرازيلي أنجوس دو سانتوس. لم يشارك المنتخب في تلك البطولة على الرغم ‏من أنه كان ضمن أفضل اللاعبين في التصفيات المؤهلة.‏
كان ضمن الخيارات الرئيسة
للمدرب البرازيلي ماركوس باكيتا في مختلف البطولات ‏التي درب فيها المنتخب. كان يصفه بـ (اللاعب التكتيكي) المنضبط الذي يعطي في ‏أكثر من مركز.‏ حتى المدرب الوطني ناصر الجوهر والأرجنتيني جابرييل ‏كالديرون، كان خيارًا مفضلًا لهما.
كلاعب جناح. خاص (24) دوليًّا، لعب منها (18) لقاءً أساسيًّا و(6) كاملة الشوطين و(8) بديل. سجَّل (3) أهداف.
لعب لنادي الاتحاد في ذروة أيام عصره الذهبي مع مطلع عام 2000. فريق كروي تاريخي. استقرار. منجزات. دعم شرفي وإعلامي وجماهيري غير مسبوق بدأ يحيط بالفريق وقتها. جاء والفريق يحمل إرثًا من اسم وذهب.
ثم غادره إلى نادي الحزم (2009م). ثم انتقل إلى القادسية (2010م) بذات الهدوء كما جاء. لكن حصاده مع (النمور) أيضًا كان مذهبًا محليًّا وعربيًّا وقاريًّا.
هدوؤه. أخلاقياته. طموحاته. إرادته. جميعها عوامل جعلت (محمد أمين حيدر) أثناء ما كان لاعبًا أو بعد ما أصبح مدربًا. ذو سيرة ومسيرة لا تملك أضواء ساطعة. لكنها ذات خطوات ثابتة. تستحق الاحترام.
قال عنه رئيس اللجنة الفنية والتطوير بالاتحاد السعودي لكرة القدم البلجيكي يان فان وينكل. خلال حفل التكريم بعد حصوله على شهادة البرو. فترة أحمد عيد رئيسًا لاتحاد الكرة (2015م). بأن الكابتن محمد أمين سيكون أحد أفضل المدربين السعوديين مستقبلًا.
بدأ بتدريب براعم الاتحاد تحت (14 سنة). نجاحه قاده إلى تدريب المنتخب السعودي لذات الدرجة. ومن هناك انطلق (الكوتش) بين المنتخبات. حتى لامست طموحاته مجددًا المنتخب الأول. اليوم هو مساعد المدرب الفرنسي هيرفي رينارد. الذي ساعده فعليًّا بمنحه ثقته وخبرته. مما زاد من نضج أمين وثقته بنفسه. وهو يشارك في تجهيز برنامج تدريبات الصقور الخضر بالمعسكرات. ويترجم للاعبين حوار أو توجيهات المدرب. يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة.
بين توقعات المدرب البلجيكي له وثقة الفرنسي به. يتأرج ابن أمين حيدر (42 سنة) على كفوف مزيد من الطموحات.