|


عمار بوقس
مرارة العلقم
2022-12-04
خرجت ألمانيا وغادرت بلجيكا ولحقت بهما الدنمارك، والأدهى والأمر أن إيطاليا لم تتأهل إلى هذا المونديال، لكن هذا كله مر بهدوء تام ولم نسمع له صخبًا أو ضجيجًا ولا أذكر أنني قرأت تعليقًا واحدًا يحمل فكر المؤامرات أو يحاول إلقاء اللوم على هذا أو ذاك لتبرير هذه الإخفاقات، لكننا دائمًا الاستثناء في كل شيء.
ودَّع الأخضر المونديال ولم يتأهل للدور الثاني، لكنه حقق الهدف المطلوب المعلن من قبل القيادة العليا والقيادة الرياضية والقائمين على اتحاد اللعبة وهو مشاركة مشرفة، وأعتقد أن الفوز على الأرجنتين وإحراج المنتخب البولندي في ملعبه أكثر من 60 دقيقة رغم الخسارة مؤشرات كافية على أن الهدف قد تحقق ولا يمكننا أن نلوم لاعبينا على ارتفاع سقف طموحاتنا، لأننا ندرك تمامًا أن واقع الأخضر يؤكد أنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان.
لم يكن يحق لنا على الإطلاق أن ننتقد ونعبّر عن مخاوفنا بجرأة وصراحة لأن المهمة الوطنية كانت فوق كل اعتبار، وبما أنها انتهت فقد حان وقت المكاشفة لا لنتصيد الأخطاء لكن لنطور من أنفسنا لا لنحاول البحث عن كبش فداء لكن لنبحث في قادم الأيام عن أفضل أداء.
تحدث الكثيرون عن أسباب خروج المنتخب ولا أريد أن أكون نسخة مكررة لما قيل قبلي في وسائل الإعلام لكنني أرى أننا في الحقيقة لا نملك منتخبًا، فالفريق الذي يتأثر بإصابة 3 أو 4 من لاعبيه هو النادي وليس المنتخب، لأن كلمة منتخب تعني صفوة اللاعبين في البلاد، وإذا كنا نعجز عن توفير 15 لاعبًا من النخبة على الأقل فنحن أمام كارثة حقيقية فما بالك بأننا لا نملك 11 لاعبًا حتى وما زلنا نهاجم رينارد على خياراته في مباراة المكسيك وكأنه يملك عصا موسى.
أستغرب من أولئك الذين يطالبون باحتراف اللاعب السعودي خارجيًا ويرون أنه الحل الأمثل لمشكلة المنتخب، لكن كيف يحترف اللاعب السعودي وهو لا يلعب في ناديه المحلي؟ وكيف ستأتيه فرصة الاحتراف؟ ولا أعتقد أن برامج الابتعاث ومبادرات التوأمة مع الأندية الخارجية أتت بثمارها لأننا لم نشهد حتى الآن تجربة احترافية ناجحة للاعب سعودي، ولا أعتقد أننا سنرى ذلك في القريب العاجل.
تأهلت كوريا واليابان وأستراليا لأنهم يملكون مشروعًا رياضيًا طويل الأمد لكننا ما زلنا نعيش عامنا الرابع من مشروعنا الوطني الذي بدأ بعد مونديال روسيا وأعتقد أنه يسير بالطريق الصحيح، فلدينا جهاز فني مميز إلى 2027، ولدينا مقومات كثيرة للنجاح، وأرى أن تقليص عدد الأجانب ورفع معايير استقطابهم والاهتمام بالفئات السنية سيحقق المراد مع المزيد من الصبر متحملين معه مرارة العلقم.