|


بونو.. ورث الهندسة.. ودخل التاريخ بقفاز

صورة التقطت أمس لياسين بونو، حارس مرمى منتخب المغرب الأول لكرة القدم، قبل انطلاق التدريبات الجماعية استعدادًا لمواجهة البرتغال، اليوم، ضمن مباريات دور الثمانية من كأس العالم قطر 2022(الفرنسية)
الرياض ـ إبراهيم الحمدان 2022.12.09 | 11:41 pm

شدّ المغربي الحالم، صاحب الـ 20 عامًا، رحاله إلى مدريد، عاصمة إسبانيا، في 14 يونيو 2012، يسبقه حلمه إلى مدينة الثقافة والاقتصاد، وبالتأكيد كرة القدم، هناك وصل ياسين بونو، بعد أن وضب في حقيبته مجموعة أمنيات، وقفازًا، وكثيرًا من الثقة.
ثقة زرعها فيه بونو الأب، والده الذي كان مهندسًا، يفكر دومًا، ويبني كل شيء، ويتخذ خطواته بعد دراسة مستفيضة، منها نشأة ياسين، حيث قدم له العون دومًا، وألهمه بعد أن تمت ولادته في مونتريال، كندا، 1991، والعودة بعد ذلك إلى أراضي الوطن، المغرب، حيث بدأ يتشكل واقع الابن شيئًا فشيئًا. في الدار البيضاء، ترعرع الفتى الطويل، من كان يعد العملاق بين أقرانه، حتى وهو يصغرهم عمرًا أحيانًا، لا تفوته الكرات في تحديات الأصدقاء، يفوز أي فريق يلعب في صفوفه عندما يكون الموعد في ذاك الملعب، آخر الحي، فهو يتمتع بصفات هائلة، تجعله يتصدى لكل الكرات دون مصاعب، أو كلل.
في 2010، انضم بونو إلى أكاديمية الوداد المغربي، وتدرج هناك، حتى جاء الموعد الأول للظهور، إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا 2011، الوداد، فريقه، ضد الترجي التونسي، أتيحت أول الفرصة بعد إصابة المخضرم حينها المياجير، لعب بونو وهو لم يتجاوز الـ 19، قدم الكثير، ولكن قبل هدف واحد، انتهت عليه المباراة، خسر الوداد، وكان الحارس بونو، وهي اللحظة التي منها انطلق الحارس المغربي الأشهر اليوم، لم يتوقف هناك، لقد كان الألم دافعًا لمسيرة مختلفة، وكانت الهزيمة هي اللقاح، الذي يعطي القوة، ويمنع الإحباط، ويفتح أبواب النجاح.
التحق بونو، بعد ذلك، بنادي أتلتيكو مدريد، في 2012، وبدأ التدرب بالمستوى الاحترافي الكامل، والدفاع عن شباك أندية تتنافس مع أكبر فرق العالم، ثم إعارته إلى سرقسطة تارة، وخوض بعض التجريبيات مع الأتليتي في أخرى، ودخول معارك كروية طاحنة، وهو حارس لفريق مقاطعة جيرونا، ثم التوقيع أخيرًا إلى إشبيلية وضمان المركز الأساسي مع النادي العريق منذ 2020.
وبعد أن لعب في مسيرته 343 مباراة، بين أندية صقلته، وتجارب دولية منحته الخبرة، حان الوقت لكأس العالم 2022، البطولة التي تعد الحلم الأكبر والأضخم في حياة كل رياضي، وكل لاعب، وكل فرد يتابع المستديرة على وجه الأرض. قرر وليد الركراكي، مدرب المغرب، اعتماد بونو أول لاعب في قائمة الـ 26 لاعبًا المشاركين في المونديال.
الحارس، البالغ طوله 191، بدأ مع “أسود الأطلس” في استهلالية المشوار ضد الكروات، وغاب بعد ذلك أمام بلجيكا، ولعب مرة أخرى أمام كندا، حقق 7.20 رقمًا بإجمالي مبارياته في كأس العالم حتى الآن، وعلامة 8.0 في أكبر مباراة في تاريخ منتخب المغرب.
بالتأكيد كان بونو الأعلى تقييمًا بدرجته تلك، وربما يظن البعض أنها أقل مما فعله ياسين، بعد أن وقف سدًا منيعًا أمام الإسبان، ليست مرة، ولا اثنتين، بل ثلاثًا، واحدة تلو الأخرى، كان يبهر العالم كله وهو يتجه إلى كرات لاعبي التورو، يقرأهم بكل سهولة، دون عناء، ما جعلهم يبدون مرهقين قبل التصويب على مرمى حارس ناديهم، وكأنهم كانوا يعلمون أن لا فائدة من المحاولات أمامه. هذه المرة فاز منتخب المغرب، ببسالة نجومه، وذكاء بونو، الذي درس، وخطط، وأنشأ أفكاره كما يفعل والده المهندس.



المواجهة الثالثة
يواجه منتخب المغرب الأول لكرة القدم، اليوم، نظيره البرتغالي في اللقاء الثالث بينهما ضمن منافسات كأس العالم، بعد أن تواجها في لقاءين كسب المغرب واحدًا، والبرتغالي الآخر.
وتأتي مواجهة اليوم ضمن مباريات ربع النهائي، وتلعب على ملعب الثمامة. اللقاء الأول بين المنتخبين جرى في مونديال 1986، وكسب فيه منتخب “أسود الأطلس” بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، فيما جاء اللقاء الثاني في مونديال روسيا الماضي 2018، وانتهى بفوز البرتغال بهدف نظيف سجله كريستيانو رونالدو، قائد الفريق.



الركراكي: ليتهم يبعدون رونالدو
يأمل وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب الأول لكرة القدم، في بقاء النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء مجددًا في لقاء المنتخبين، اليوم، ضمن مباريات دور الثمانية من كأس العالم 2022.
وقال الركراكي، أمس، خلال المؤتمر الصحافي قبل اللقاء: “لا أعرف ما إذا كان رونالدو سيبدأ، آمل ألا يفعل ذلك، كمدرب، أعلم أنه أحد أفضل اللاعبين في التاريخ، سأكون سعيدًا إذا لم يلعب”.
وأضاف المدرب: “لاعبو البرتغال متعطشون، ويريدون أيضًا صنع التاريخ، لكن سيكون لدينا الكثير من المؤازرة الجماهيرية داخل الملعب، ويمكننا عمل ذلك”.
وشدد الركراكي على أنه يطمح إلى قيادة فريقه لصناعة التاريخ، ولا سيما بعد المشوار الرائع لمنتخب المغرب في البطولة، وصعوده إلى دور الثمانية للمرة الأولى.



بعد 3 إخفاقات.. المغرب تنافس بآمال إفريقية
يسعى منتخب المغرب الأول لكرة القدم إلى بلوغ الدور نصف النهائي في مونديال 2022، في إنجاز غير مسبوق لمنتخب إفريقي، بعدما أخفقت الكاميرون “1990”، والسنغال “2002”، وغانا “2010”، في تجاوز ربع النهائي سابقًا.
كانت الكاميرون أوّل دولة إفريقية تبلغ الدور ربع النهائي في كأس العالم، وتحديدًا في مونديال إيطاليا 1990، حيث اعتقدت “الأسود غير المروضة” أنها لمست المربع الذهبي قبل أن تخسر بنتيجة 2ـ3 أمام انجلترا.
ودخلت السنغال، ضحية الهدف الذهبي، إلى الدور ربع النهائي في أول مشاركة بتاريخها في كأس العالم. بعد أن خسرت من تركيا بهدف سجل في الشوط الإضافي.
وجاءت غانا، المنتخب الإفريقي الأخير، الذي اقترب أكثر من غيره من التأهل إلى نصف النهائي، وذلك في مونديال جنوب إفريقيا 2010. واحتاج منتخب “النجوم السوداء” إلى نفحة من الحظ للتأهل، وحصل على ركلة جزاء في الدقائق القاتلة من الشوط الثاني الإضافي، لتقف العارضة حاجزًا أمام أحلام المسدد أسامواه جيان “120+1”، ليفشل في إيصال غانا إلى نصف النهائي “4ـ2، بركلات الترجيح بعد التعادل 1ـ1”.


بونو.. 
ورث الهندسة.. ودخل التاريخ بقفاز

بونو.. 
ورث الهندسة.. ودخل التاريخ بقفاز