كشافون يتجولون في أوروبا.. ونصف «الأسود» من المهاجرين
مواليد الخارج.. مصدر قوة المغرب
وُلِد 13 لاعبًا في قائمة المنتخب المغربي الأول لكرة القدم، التي بلغت نصف نهائي المونديال، خارج المغرب، وهو العدد الأكبر من نوعه بين جميع المنتخبات المشاركة.
واهتزت شباك ياسين بونو، حارس المرمى المولود في كندا، مرة واحدة طوال البطولة، فيما تألق أشرف حكيمي، المولود في إسبانيا، على الجانب الأيمن.
وشكّل سفيان أمرابط، المولود في هولندا، ركيزة أساسية في خط الوسط، في وقتٍ هدد فيه الجناح سفيان بوفال، المولود في فرنسا، الخصوم بمراوغاته.
وتسير السلطات الرياضية المغربية على خطةٍ للوصول إلى مواهب البلاد المولودة في الخارج، خاصةً في هولندا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، بعكس الأسلوب غير المنتظم في التعامل مع هؤلاء اللاعبين الذي قلّص من حجم الاستفادة منهم قبل مونديال 1998.
والجالية المغربية إحدى أكبر الجاليات المهاجرة في أوروبا، ويقدر عددها بنحو 5 ملايين شخص يرتبطون بصلات قوية مع بلادهم.
وأظهرت دراسة أن 61 في المئة من المغاربة المقيمين في أوروبا، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 عامًا، يزورون بلادهم الأم سنويًا.
ويتجول كشافون للمواهب، تابعون الاتحاد المغربي لكرة القدم، في شتى أنحاء أوروبا بحثًا عن هذه المواهب المولودة في الخارج، ويتحركون سريعًا عندما تكون هناك خلافات حول الانتماءات والولاءات. وكان بإمكان حكيم زياش، الجناح المغربي، تمثيل هولندا، التي وُلِد فيها.
وبالفعل، تحدث اللاعب مع الاتحادين الهولندي والمغربي، قبل أن يقرر تمثيل بلاده الأم. كما تحول أمرابط، الذي مثّل هو وزياش منتخبات هولندا للفئات السنية، إلى تمثيل المغرب. وقال عن ذلك: “والداي وأجدادي مغاربة. في كل مرة أسافر فيها إلى المغرب لا يمكنني وصف شعوري بكلمات. هذا وطني. هولندا أيضًا وطني لكن المغرب له مكانة خاصة”. وعلى الرغم من المردود الواضح لهذه الخطة المغربية، إلا أن هناك من يعارضها بداعي تأثيرها على فرص اللاعبين المولودين في المغرب. وتضم قائمة “أسود الأطلس” في “قطر 2022” 26 لاعبًا، ما يعني تشكيل مواليد الخارج نصفها.
احتياطيان يدخلان التشكيلة المثالية
احتل لاعبان من المنتخب المغربي الأول لكرة القدم موقعين في التشكيلة المثالية لربع نهائي كأس العالم، التي أصدرها أمس موقع “سوفاسكور” الإلكتروني الكروي.
وضم خط دفاع التشكيلة، المؤلفة من 11 اسمًا، المغربيين جواد الياميق، قلب الدفاع، ويحيى عطية الله، الظهير الأيسر. وبدأ الياميق وعطية الله مباراة البرتغال، أمس الأول، على الرغم من كونهما احتياطيين منذ انطلاق البطولة.
وشارك الياميق لتعويض نايف أكرد المصاب، وعطية الله لتعويض نصير مزراوي، الذي عانى من وعكة صحية. وحصل عطية الله على تقييم 7.7 من 10 على أدائه، والياميق على 7.6. ووضعهما “سوفاسكور” في تشكيلته المثالية لدور الثمانية، التي ضمت 4 لاعبين من كرواتيا، ولاعبًا من كل من إنجلترا وفرنسا والبرتغال وهولندا والأرجنتين.
الاحتفالات تتواصل أمام الفندق
تجمّع عددٌ من مشجعي المنتخب المغربي الأول لكرة القدم أمام مدخل فندق “ويندهام الدوحة ويست باي”، أمس، لمواصلة الاحتفال ببلوغ نصف نهائي المونديال وتحية اللاعبين الذين حققوا أول صعودٍ عربي وإفريقي إلى هذا الدور. وحسبما رصدت “الرياضية”، حضر عدد محدود من المغربيين إلى الفندق، ورفعوا العلم وحيّوا اللاعبين من خلف سور حديدي يفصل بين الشارع والمدخل. وعندما نزلوا من غرفهم إلى مرافق أخرى في الفندق، ردّ عددٌ من اللاعبين التحية للمشجعين، ومن بينهم سفيان أمرابط وعبد الحميد صابيري، ثنائي خط الوسط. ويسكن “أسود الأطلس” هذا الفندق طوال فترة مشاركتهم في المونديال، ويتدربون في ملعب نادي الدحيل القطري.
تدريبان قبل نصف النهائي
أعفى المغربي وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي الأول لكرة القدم، لاعبيه، أمس، من التدريبات، مفضّلًا إراحتهم ومكتفيًا بأدائهم تمارين لياقية خفيفة في صالة لياقة بدنية.
جاء ذلك بعد تغلبهم 1ـ0 على البرتغال ووصولهم، في إنجاز غير مسبوق عربيًّا وإفريقيًّا، إلى نصف نهائي كأس العالم. وبدءًا من اليوم، يتدرب “أسود الأطلس” استعدادًا لمواجهة فرنسا، بعد غدٍ، في مباراة محاولة العبور إلى النهائي، التي يحتضنها ملعب “البيت”. بذلك، يخوض رجال الركراكي تدريبين فقط على أرضية الملعب قبل المباراة المرتقبة.
بودربالة: العُقدة انفكت
أرجع المغربي عزيز بودربالة، لاعب كرة القدم الدولي المعتزل، بلوغ منتخب بلاده نصف نهائي كأس العالم إلى التخلّص من رهبة اللعب أمام منتخبات يُفترَض أنها من بين الأقوى في العالم.
وقال، في تصريحاتٍ أمس: “إن اللعب مع الكبار دون عُقدة بدأ أمام كرواتيا في افتتاح المجموعة السادسة من البطولة”.
ورأى أن “أساس الإنجاز كان التخلص من العقدة ضد هذه المنتخبات.. وهو الملاحظ من المباراة الأولى”، مشيرًا إلى شعوره، بعد الفوز على بلجيكا في المجموعة، بقدرة مواطنيه على قطع مشوار طويل في المونديال.
وعن مواجهة فرنسا في نصف النهائي، قال بودربالة: “باتت لدينا فرصة لإقصاء فرنسا والوصول إلى النهائي، لكن على أي حال ما تحقّق إنجاز كبير للمغرب والعرب وإفريقيا”. ومثّل بودربالة بلاده في مونديال “المكسيك 1986”.
خيري: الخصم مختلف
نبّه المغربي عبد الرزاق خيري، لاعب كرة القدم الدولي المعتزل، إلى اختلاف فرنسا عن كل الخصوم، الذين تخطاهم منتخب بلاده في طريقه إلى نصف نهائي كأس العالم.
وشدد، في تصريحاتٍ أمس، على قوة المنتخب الفرنسي، وصعوبة المواجهة معه، الأربعاء المقبل، نظرًا لكونه بطل العالم. وأشار إلى اعتماد صلابة دفاع “الديوك”، واعتمادهم هجوميًا على السرعات والكرات العرضية.
وكان منتخبا المغرب وفرنسا تجاوزا، أمس الأول، البرتغال وإنجلترا، على الترتيب، ووصلا إلى نصف النهائي.
ووصف خيري العبور إلى النهائي بأنه سيكون معجزة.
واستدرك “لكن إن تحقق ذلك لن يكون مفاجأة في ظل المستوى الذي قدمه المنتخب المغربي، وما أظهره لاعبوه من إمكانات”، حاثًا اللاعبين على التمتع بالثقة في النفس أمام الفرنسيين بعدما أقنعوا المتابعين أن المستحيل أصبح ممكنًا بتجاوزهم إسبانيا والبرتغال في ثمن وربع النهائي. وشارك خيري في مونديال “المكسيك 1986”.