بونو.. حارس الظل ورجل التحدي
أصبح اسم المغربي ياسين بونو، حارس مرمى منتخب بلاده الأول لكرة القدم، المتحلِّي بالصبر في مسيرته الطويلة التي انطلقت عام 2010 مع فريق الوداد، على كل لسان، حيث أثبت في مونديال قطر 2022 أنه رجل المراحل الكبيرة.
حارس الظل، صاحب الـ 31 عامًا، الذي كان بديلًا خلال كأس أمم إفريقيا 2017، وكأس العالم 2018 في روسيا، أصبح عنصرًا رئيسًا ومحوريًّا في قيادة المغرب نحو إرساء معايير جديدة لكرة القدم الإفريقية والعربية في تاريخ كأس العالم، حيث قاد منتخبه إلى الدور نصف النهائي بهدف وحيد في شباكه، تلقاه خلال مواجهة كندا في دور المجموعات، وسُجِّل خطأً بالنيران الصديقة من نايف أكرد، المدافع المغربي.
وأبقى بونو منتخب كرواتيا، وصيف بطل 2018، في مأزق في باكورة مباريات “أسود الأطلس” في المونديال، التي انتهت بالتعادل 0ـ0، ثم اختفى فجأةً قبل انطلاق مباراة الفوز 2ـ0 على بلجيكا بعد أداء النشيد الوطني، ليتسلَّم حينها منير المحمدي مهمة حماية شباك المنتخب، ثم يعلن بعد ذلك المغربي وليد الركراكي، المدرب، أن بونو شعر بتوعك إثر ضربة تعرَّض لها في مباراة كرواتيا.
وواصل ياسين المستويات المتألقة خلال مواجهة بلجيكا في ختام دور المجموعات، مرورًا بدور الـ 16 أمام إسبانيا، حيث احتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح عقب انتهاء الشوطين الأصليين والإضافيين بنتيجة سلبية، ونجح فيها بونو في التصدي لثلاث تسديدات، مانحًا منتخبه بطاقة التأهل إلى دور الثمانية، الذي لاقى فيه المنتخب البرتغالي، وأكمل تألقه بالتصدي لهجمات البرتغاليين، وخرج بشباك نظيفة، وأسهم في حسم التأهل.
واكتشفت كرة القدم الأوروبية اسمه خلال مسيرة إشبيلية المذهلة في مسابقة الدوري الأوروبي عام 2019، حيث قدَّم بونو أداءً رائعًا في ربع النهائي أمام وولفرهامبتون الإنجليزي، ثم في نصف النهائي أمام مانشستر يونايتد، حيث سمحت تصدياته الرائعة للنادي الأندلسي ببلوغ المباراة النهائية، ثم التتويج باللقب، ليفعّل النادي بند الشراء في عقده مقابل أربعة ملايين يورو ويضمه نهائيًا، قبل أن يمدده أبريل الماضي حتى يونيو 2025 مع زيادة في راتبه.
المواجهة الأولى
يشهد ملعب البيت، اليوم، المواجهة الأولى بين منتخب المغرب الأول لكرة القدم ونظيره الفرنسي في بطولات كأس العالم، إذ لم يسبق للمنتخبين أن تقابلا في أي مواجهة خلال البطولة.
ولعب المنتخبان خمس مواجهات سابقة في عدد من البطولات التجريبية، نجحت فرنسا في الانتصار في مباراتين، وفاز المغرب في مثلها، وحضر التعادل في مباراة واحدة.
ويتواجه المنتخبان، اليوم، في الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم 2022، بعد انتصار المنتخب المغربي على البرتغال، وخطف فرنسا بطاقة التأهل من أمام إنجلترا.
صديقا باريس في صراع السرعة
يواجه كيليان مبابي، لاعب منتخب فرنسا الأول لكرة القدم، المغربي أشرف حكيمي، زميله في فريق باريس سان جيرمان، اليوم، في نصف نهائي مونديال قطر 2022. ومازح مبابي، يناير الماضي، حكيمي خلال زيارة لقطر عبر مقطع فيديو قائلًا: “لو لعبنا ضد المغرب، سأمزق صديقي”. وردَّ حكيمي مبتسمًا: “سأركله”، وقد تحقق حلم الفرنسي بالمواجهة.
ويلعب مبابي على الجهة اليسرى من هجوم فرنسا في صراع سرعة أمام الظهير المغربي، الذي تربطه به علاقة قوية، إذ يجلس الثنائي معًا خلال رحلات السفر والتنقل، ويمارسان ألعاب الفيديو، ويقضيان العطلات سويًّا.
وعن المواجهة بين اللاعبَين، علَّق وليد الركراكي، مدرب المغرب، في المؤتمر الصحافي أمس: “ليس لدي أدنى شك أن حكيمي سيكون في أفضل حالاته للتغلب على صديقه خلال اللقاء“.
الركراكي: لم نصل صدفة.. والحلم يراودنا
يتسلَّح وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب الأول لكرة القدم، بالثقة والحماس قبل خوض مواجهة مرتقبة أشبه بالحلم، اليوم، أمام فرنسا، حاملة اللقب الأخير من المونديال، في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2022.
وبدأ الحلم المغربي من تصدُّر مجموعة قوية، ضمَّت كرواتيا وبلجيكا، قبل تخطي إسبانيا بركلات الترجيح في ثمن النهائي، ثم خطف بطاقة التأهل من أمام المنتخب البرتغالي بهدف يوسف النصيري في ربع النهائي، ليصبح أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ هذا الدور المتقدّم.
ووصف الركراكي مواجهة فرنسا بالصعبة، مؤكدًا أن الفرصة متاحة لفريقه لتخطيها، وأنه سيقدم كل ما لديه للتأهل إلى النهائي.
وقال المدرب في مؤتمر صحافي، عُقد أمس: “نحن الآن بين أفضل أربعة منتخبات في العالم. لم نصل إلى هنا بالصدفة، وسنواجه حامل لقب البطولة، وهو منتخبٌ كبيرٌ، يضمُّ لاعبين ممتازين، ويقوده مدرب ممتاز، لكن لدينا طموح كبير، وسنحاول أن نصنع الفرص لأنفسنا، ولِمَ لا نتأهل لنهائي كأس العالم؟».
وعن التساؤلات بشأن الإصابات في صفوف المنتخب المغربي، قال الركراكي: “كما يعرف الجميع، لدينا عديد من الإصابات، لكننا نتعافى بشكل سريع، ولدينا جهاز طبي رائع، وكل يوم نشهد أمورًا إيجابية وأخبارًا جيدة. نحن ننتظر حتى اللحظة الأخيرة قبل أن نتخذ القرار بشأن إشراك اللاعبين، فمن الممكن أن يكون جميع اللاعبين جاهزين، ونحن نعمل على إشراك اللاعبين الذين يتمتعون بأفضل حالاتهم ولياقتهم”.