|


أحمد الحامد⁩
ميسي.. والدقائق الأخيرة
2022-12-18
ـ يجب أرسل هذا المقال للصحيفة قبل انتهاء الشوط الأول من نهائي العالم بين الأرجنتين وفرنسا، النتيجة الآن هدفان للأرجنتين مقابل لا شيء لفرنسا، وهذه نتيجة تسعد قلوب محبي ميسي، الذين يريدون أن تفوز الأرجنتين من أجله، وأن يحمل الكأس الذي يستحقه من باب العدالة، ومن باب رد الجميل لأهله، فهو كما لم يفعل غيره طوال 15 عامًا، قدم للمشاهدين متعة استثنائية، وأثبت للعالم أنه قادر على تقديم الجديد في عالم المستديرة، جديد ظن العالم أن لا وجود له، بعد أن مر على المستطيل بيليه ومارادونا وزيدان ورونالدينهو.
لا أريد لهذه المباراة سوى أن تنتهي بهذه النتيجة، فالمنتخب الفرنسي الكبير حقق لقب المونديال الأخير، ولاعبوه ما زال أمامهم الوقت في البطولات القادمة، أما ميسي فقد خسر نهائي 2014، ولم يتبق له سوى ما تبقى من دقائق هذه المباراة.
ـ لمست تعاطف محبي الكرة مع ميسي على جميع الوسائل، مدريديون يتمنون له الفوز، حتى الذين يعتبرون رونالدو أسطورتهم يتمنون له تحقيق اللقب، ومع أن محبي المنتخب الفرنسي كثر، إلا أن توقيت المباراة في العمر الافتراضي لميسي جاء في غير صالح المنتخب الفرنسي، والحالة الوحيدة التي كان من الممكن أن ينقسم العالم بين تشجيع فريقين هو النهائي الذي يجمع الأرجنتين والبرتغال، عندما يلتقي ميسي في مواجهة رونالدو، أما هذا النهائي فلا يوجد فيه إلا أسطورة واحدة، بقية اللاعبين من الفريقين مواهب عظيمة وأبرزهم مبابي.
ـ هذه النسخة من كأس العالم ناجحة جدًا، النقل التلفزيوني رائع، والجماهير متفاعلة داخل وخارج الملعب، وقد تكون النسخة الأكثر أمنًا للجماهير في تاريخ بطولات كأس العالم، وقد لا يتكرر مثل هذه النسخة إلا بعد زمن طويل، ولا أعرف لغاية الآن السر الذي يجعل بطولة ناجحة وبطولة تمر ببطئ مثل بطولة جنوب أفريقيا، وقد يكون السر في ما ذكرت.
ـ المونديال القادم سيرتفع فيه عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخبًا، 16 منتخبًا من أوروبا، و9 من أفريقيا، و8 من آسيا، و6 من أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي، و6 من أمريكا الجنوبية، ومنتخب من أوقيانوسيا، بالإضافة لثلاثة منتخبات عبر الملحق، ومنتخب الدولة المنظمة، ولا أعرف أي إثارة ستكون في التصفيات طالما كل هذه المنتخبات ستشارك، ولا أعرف أي سبب لكل هذا العدد سوى أن البطولة تتحول إلى مشروع تجاري يدر الأرباح، وهذا العدد ليس مفاجئًا، لأن مشاريع التجارة دخلت في لعبة البسطاء منذ سنوات، وتحديدًا عندما صار على الناس أن تدفع مقابل المشاهدة، البطولة القادمة لا يصلح أن نسميها كأس العالم، بل دوري العالم.