|


مارتينيز.. وعد ميسي بـ«المونديال» فأوفى

الرياض - إبراهيم الأنصاري 2022.12.19 | 07:41 pm

«أريد أن أمنحه حياتي، أريد أن أموت من أجله، آمل أن نهديه كأس العالم تلك» بهذه الكلمات جسد إيمليانو مارتينيز حارس منتخب الأرجنتين الأول لكرة القدم مشاعره تجاه ليونيل ميسي قائده وملهمه الأول.
مارتينيز الذي ترعرع في أحد أحياء مقاطعة مار دل بلاتا الفقيرة وكافح من أجل تحقيق حلمه بارتداء قميص المنتخب، احتاج فقط إلى مباراة واحدة، ليضع قبضته على مركز الحراسة بعد أن أجبرت إصابة فرانكو أرماني الحارس الأساسي ليونيل سكالوني مدرب المنتخب على الاستعانة بخدماته في بطولة كوبا أمريكا الأخيرة التي استضافتها البرازيل.
لم يفوت إميليانو مارتينيز الفرصة التي لاحقها وضحى من أجلها كثيرًا وكلفته قضاء شبابه مغتربًا في بلاد الإنجليز أملا في ارتداء قميص التانجو وتمثيل بلاده في كبرى المحافل وكان الحصاد عندما أصبح بطلًا قوميًا في بلاده بعد أن لعب دورًا رئيسًا في فوز الأرجنتين بلقب «كوبا أمريكا» 2021، وإنهاء فترة صيام لـ «التانجو»، استمرت 28 عامًا عن البطولة القارية.
أنقذ إيمليانو ثلاث محاولات في نصف النهائي بركلات الترجيح أمام كولومبيا، قبل أن يتم اختياره أفضل حارس في البطولة بعد أن حافظ على شباكه نظيفة في الانتصار 1ـ0 على البرازيل خلال المباراة النهائية.
كانت كلمات ميسي التي تحدث فيها عن مارتينيز وإشادته بجهوده الكبيرة بمنح اللاعبين الثقة قبل نهائي كوبا أمريكا هي الحافز الأكبر للحارس العملاق حيث قال: «عجزت عن الكلام عند رؤيتي ذلك، هناك جمل أو صور ستظل محفورة في ذاكرتي وسأحتفظ بها مدى الحياة، ما كتبه ميسي عني، منحني مزيدًا من القوة والثقة للتعامل مع النهائي وأن أكون أفضل».
وأكمل مارتينيز: «كيف لن أتخلى عنه في النهائي؟ أريد أن أمنحه حياتي، أريد أن أموت من أجله، قلت ذلك قبل أربعة أو خمسة أشهر، قلت إنني أفضل أن يفوز ميسي بكوبا أمريكا قبلي، وهذا حقيقي».
مارتينيز وعد بعدها بالموت من أجل أن يمنح ميسي لقب كأس العالم 2022 في قطر وكانت البداية صعبة أمام السعودية وخسارة في افتتاح المشوار بالمونديال، لكن رفاق مارتينيز استعادوا قوتهم واستطاعوا تحقيق الفوز تلوا الآخر حتى مواجهة هولندا في ربع نهائي المونديال وهي المواجهة التي أظهر خلالها إيمليانو موهبته وإمكانيته المميز في التصدي لركلات الترجيح حين تصدى لأغلب ركلات الهولنديين ويحمل زملائه إلى نصف نهائي المونديال.
أنقذ مارتينيز منتخب بلاده من الخروج ضد هولندا في مباراة دراماتيكية بتصديه لركلتين ترجيحيتين، واضعًا «التانجو» في الدور نصف النهائي لمونديال قطر 2022 ليكون بطل المباراة التي قال بعدها: «أشعر بالتأثر، ما أفعله، أؤديه من أجل 45 مليون أرجنتيني يمرُّون بأزمة اقتصادية سيئة، منح الفرح للناس هو أفضل شيء يحدث لي في الوقت الجاري».
مارتينيز الشهير بلقب «ديبو» وهي شخصية كرتونية لم يريد تفويت فرصة حدث كبير مثل نهائي كأس العالم حتى يظهر براعته وقدرته على الوفاء بوعده لقائده ليونيل ميسي حين أنقذ أحلام الشعب الأرجنتيني ولاعبيه من الخسارة في النهائي التاريخي عقب تصديه لانفراد كولو مواني المهاجم الفرنسي في الوقت بدل الضائع من الشوط الإضافي الثاني وهو التصدي الذي لولاه لذهبت أحلام ميسي ورفاقه و45 مليون أرجنتيني أدرج الرياح وعاد الفرنسيون باللقب إلى باريس.
لم يتوقف مارتينيز عن الاستبسال في سبيل تحقيق حلم قائده والوفاء بوعده عند التصدي الأسطوري الأخير، بل واصل تألقه في ركلات الترجيح على عادته حتى بات مرعبًا للخصوم بسبب براعته الكبيرة التي جعلت زملائه يثقون في قدراتهم على حسمها.
لم يخيب قفاز «ديبو» آمال الشعب الأرجنتيني وتصدى لركلتين حققت حلم الأمة والشعب الأرجنتيني وأعادت اللقب الغائب إلى بيونس آيرس 36 عامًا ليفي بوعده الذي قطعه لميسي ويمنحه اللقب المنشود والذهب المفقود.