|


د. عبد الرزاق أبوداود
مرحى قطر.. وأرجنتينا
2022-12-19
بعد فعاليات شيّقة في أرقى بطولة عالمية شهدها العالم، التقى منتخبَا “التانجو” الأرجنتيني و”الديوك” الفرنسي في نهائي كأس العالم لكرة القدم في دولة قطر، ضمن مونديال يقام للمرة الأولى على أرض عربية، بذلت فيه قطر الغالي والنفيس لإخراجه بتميز وإبداع وإتقان، فاق جميع النسخ السابقة، وأشاد به العشاق في كل أنحاء المعمورة.
المبدعون لا يتكلمون كثيرًا، وهكذا فعلت قطر، وعملت، وأجادت، وقدَّمت للعالم الفرحة والبهجة والعمل الإبداعي باقتدار. وتعدُّ دولة قطر بحق بطل هذه النسخة من كأس العالم، ويجب منحها كأس أول بطولة عالمية مستحقة للتنظيم الراقي والاستضافة الكريمة والفريدة لكأس العالم، وعلى ما قدَّمته من إبداع وإدارة متقنة وعمل شاق، أذهل جماهير العالم التي تابعت وجاءت من كل حدب وصوب.
ويجب ألَّا ننسى حضور جماهير ومشجعي المنتخبات من الدول المشاركة وغير المشاركة، ما أسهم في دعم وتشجيع فرق البطولة لإبراز فنونها وإبداعاتها، وكانت عاملًا حاسمًا في نتائجها ومستوياتها الراقية والمذهلة.
وصل إلى نهائي المونديال الكروي الأعظم منتخبان قويان، تخطَّيَا كل الصعاب والظروف، هما فرنسا والأرجنتين، واستحقَّا اللعب في نهائي أجمل بطولة عالمية على الإطلاق، الأول بقيادة ميسي وزملائه، والثاني بقيادة مبابي ورفاقه، وتركا للآخرين الأحاديث والتحليلات والتوقعات والآهات والفرجة والتبريرات، وتفرَّغا لصناعة أداء راقٍ.
في حين كان منتخب المغرب الشقيق مفاجأة البطولة، وحصانها الأسود، فقد قدم “أسود الأطلس” ما عجزت عنه كثير من المنتخبات الأخرى القوية، ووصل إلى نصف النهائي، وحقق المركز الرابع، وهي نتيجة منطقية للتفوُّق المغربي، الذي قدَّم مستويات رائعة، وأداءً رجوليًّا منقطع النظير، وحصد نتائج جميلة من الأداء والانضباط التكتيكي في ظل احتراف عشرات اللاعبين المغاربة في الدوريات الأوروبية الراقية، ما ساعد المنتخب في تحقيق نتائج قوية، كادت أن تصل به إلى المباراة النهائية للمونديال.
وأخيرًا صدح عشاق “التانجو” الأرجنتيني العتيد بأجمل الأناشيد والألحان بعدما حققوا لقبهم الثالث في بطولة كأس العالم بجدارة واستحقاق، حيث نجح ميسي ونجوم “التانجو” في تحقيق اللقب الأغلى، وأبهروا العالم، وتغلَّبوا على “الديوك” الفرنسية الذين قدَّموا مباراة رائعة. مبارك لـ “التانجو” وجماهيره، بطولة مستحقة وبجدارة، وهاردلك لـ “ديوك” فرنسا وعشاقها.