|


أحمد الحامد⁩
في ذاكرة الجوال
2022-12-21
في عالم الإنترنت خدمات كثيرة لم تكن موجودة بهذه السهولة، ملايين الناس تعلموا مهنًا من دروس مجانية على اليوتيوب، والملايين التحقوا بدورات تعليمية دفعوا مقابلًا لها ما يعادل ثمن وجبة سريعة، شيء مهم آخر أصبح متاحًا بالمجان: نصائح يقدمها عظماء في مجالاتهم، والحقيقة أن مثل هذه النصائح مأخوذة إما من كتبهم أو من لقاءات شخصية أجروها في وسائل إعلامية.
لكن هناك من اختصر علينا وقدمها لنا في سطور قليلة دون عناء البحث في الكتاب أو متابعة اللقاء كاملًا، وهذا من حظنا الجيد نحن أبناء جيل الإنترنت. اليوم، وبعد قراءتي لمئات النصائح، أقول بأنها مهمة جدًا، لكنها لا تغير شيئًا إن لم يكن القارئ، أو المشاهد، يريد التطوير من نفسه، وأنا من الناس الذين كلما قرؤوا مقولة رائعة قمت بحفظها في جوالي، ويبدو حسب التجربة أنني من النوع الذي يقال عنه (حافظ بس مو فاهم) فلا يمكن للذي يحفظ عشرات الحكم أن يتصرف بعض التصرفات البعيدة عن الحكمة إلا إذا كان فعلًا: حافظ مو فاهم!. اليوم سأنقل لكم بعض النصائح والمقولات التي احتفظت بها، على الأقل يكون حفظي لها مفيدًا كوني قدمتها لكم، بغض النظر عن استفادتي أو عدم استفادتي منها. للباحثين عن المال أقول رزقكم الله، وإليكم ما قاله وارن بافيت، أحد أثرى خمسة رجال على الكوكب (في الإنفاق لا تقم بشراء ما لا تحتاج، وإلا ستضطر قريبًا إلى بيع ما تحتاج). مقولة في تفسير الإبداع لستيف تشاندلر ستفيد من لا يرون أنفسهم مبدعين (معظم الناس لا يرون أنفسهم مبدعين، لأنهم يربطون الإبداع بالتعقيد، ولكن الإبداع هو البساطة). اسمحوا لي أن أضيف شيئًا على مقولة ستيف: الوصول لحالة البساطة إبداع بحد ذاته. أرجو ألّا تنتقصوا إضافتي كوني لست مشهورًا مثل وارن بافيت، وستيف تشاندلر.. أرجوكم لا تعقدوا الأمور. الكاتب الروسي فيكتور أردوف لديه مقولة، أتمنى أن يستفيد منها المتشائمون، أو الذين يحكمون على الجماعة بعد تجربتهم مع فرد واحد (من العبث تمامًا أن تنزعج من فظاظة وحماقة الحياة المنتشرة على نطاق واسع، تخيّل أنك تركض عبر الغابة، ويضرب وجهك فرع من شجرة البتولا.. حسنًا.. انزعج من هذه البتولا، لا من الغابة كلها!). اليوم عندما أشاهد أيلون ماسك أتساءل: هل سبب شهرته الكبيرة أنه أول من راهن على نجاح السيارة الكهربائية، أم لأنه من أثرى الأثرياء؟ أميل إلى أنه من أثرى الأثرياء، فالمال الكثير يصنع شهرة صاحبه بغض النظر عن مهنته، أو صناعته، التي درت عليه المال، وسبب كلامي هذا أنني قرأت مقولة لرجل كان يستطيع أن يكون أكبر الأثرياء خلال مئة عام، لكنه تخلى عن المال من أجل الإنسانية، فصار مشهورًا لما قدمه من خدمة للبشرية، لا لما يملكه من مال، أما من أتحدث عنه فهو جوناس سولك، الذي اخترع لقاح شلل الأطفال، ورفض احتكار الدواء، قائلًا: هذا اللقاح مثل الشمس من حق الجميع.