|


د.تركي العواد
ميسي ومارادونا وأيضا كريستيانو
2022-12-22
كنت وما زلت من عشاق مارادونا، وأصنفه دائمًا على أنه الأفضل والأسطورة التي لا تتكرر، ولكن بعد إبداع ميسي في كأس العالم وتحقيق اللقب، أجد نفسي في حالة مراجعة لأحد أهم الثوابت الكروية التي أعتقد أنها لا تتزعزع.
قد يكون عشق مارادونا بالنسبة لجيل احتفل بفوزه بكأس العالم أشبه بحب الناس لألفيس بريسلي واعتقادهم أنه لا يتكرر. قد يكون الحب سببه الشخصية التي أعطت مارادونا شعبية كبيرة ليس فقط لإنجازاته الكروية، بل لأنه شخصية مغناطيسية تجذب الأضواء.
ما جعل مارادونا يستمر رغم رحيله أنه ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو أكثر من ذلك، وهذا ما افتقده ميسي لسنوات أنه كان شخصية تلعب كرة فقط ولا تقوم بشيء آخر.
ما حصل في قطر غيّر الموازين، فميسي لم يكن فقط لاعب كرة فنانًا، ولكنه أظهر شخصية مثيرة لم نعدها في ميسي، لم يلعب كأس العالم كنجم بل كقائد وضع كل الفريق بما فيهم المدرب تحت مظلته، لم يكن متواضعًا هذه المرة، بل دخل في صراع حاد مع فان جال. لم أتوقع أن يفرح ميسي على طريقة ريكيلمي.
لم أتوقع الصلابة التي كان عليها عندما سدَّد ركلة الجزاء في النهائي، ثم ألحقها بركلة الترجيح. في الدوحة شاهدت ميسي مختلفًا يتغلب على الضغوط ويلعب نهائي العالم بكل ثقة وسيطرة على نفسه وفريقه وحتى المنافس.
عندما فاز مارادونا بكأس العالم 86 كان في منافسة شرسة على نجومية العالم مع الفرنسي ميشيل بلاتيني، ولكنه بعد أن رفع الكأس لم يعد أحد يقارن مارادونا مع أي لاعب آخر.
ميسي عندما رفع الكأس قضى على كريستيانو رونالدو بالضربة القاضية، بعد عدة سنوات لن نتذكر تلك المنافسة التي امتدت لأكثر من عشر سنوات. ميسي لم يرفع كأس العالم فقط بل أثبت أنه قادر على جذب الأضواء وسحر البشر.
النجومية في الملعب قد لا تكون كافية، لكي يتحول اللاعب لأسطورة، فهناك نجوم مبدعون ولكنهم مروا وعبروا وبالكاد نتذكرهم.
بالنسبة لي انتهى النقاش.. انتهى الكلام.. ميسي الأعظم في التاريخ، لأنه بكل بساطة تحول إلى رمز خالد لكرة القدم.