|


طلال الحمود
دموع رونالدو وشنب ريفالينو
2022-12-24
مع رفع الأندية السعودية لسقف تعاقداتها وبحثها عن لاعبين من نجوم الصف الأول في العالم، رشحت أنباء ترجح انتقال البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر في صفقة سيتردد صداها شرقًا وغربًا، بسبب شعبية اللاعب المخضرم وتاريخه الزاخر بالإنجازات والأرقام القياسية، ما يجعل رونالدو في حال تمت الصفقة أهم نجوم المنتخبات العالمية التي ظهرت في الملاعب المحلية بعد البرازيليين ريفالينو وبيبيتو ودينلسون والإيطالي دونا دوني والبلغاري خريستو ستويتشكوف وغيرهم.
ويبدو تعاقد أحد الأندية السعودية مع رونالدو سلاحًا ذا حدين لاعتبارات من أهمها أن دخول النجم العالمي في دائرة تأخير المستحقات وحسم المرتبات سيؤدي غالبًا إلى إلحاق ضرر بسمعة كرة القدم السعودية، خاصة أن أكثر الأندية المحلية لا تتمتع بسجل جيد في تعاملاتها الدولية بسبب تعنت الرؤساء أحيانًا في إجراء المخالصة المالية قبل مغادرة اللاعبين والمدربين، فضلًا عن عدم اكتراث الأندية بوصول المطالبات إلى لجان الاتحاد الدولي لكرة القدم واستعدادها التام للتعامل مع دعوى اللاعب على طريقة قضايا الخلع والنفقة في محاكم الأحوال الشخصية.!
ويحمل تاريخ كرة القدم السعودية حادثة مهمة تتعلق بأول لاعب عالمي ظهر في الملاعب المحلية، حين تمكن الأمير خالد بن يزيد عضو شرف الهلال من جلب البرازيلي ريفالينو إلى الرياض بعدما دفع له نصف تكاليف الصفقة، على وعد بالحصول على المتبقي عند الوصول إلى السعودية، قبل أن تعلن “إذاعة لندن” خبر انتقال نجم المنتخب البرازيلي إلى الشرق الأوسط للعب في صفوف الهلال، وذاع الخبر في أنحاء العالم، بينما كان اللاعب صاحب الشنب الكثيف ينتظر في أحد فنادق العاصمة للحصول على مستحقاته المتبقية كشرط لتوقيع العقد، وكان تراجع ريفالينو عن اللعب في الرياض من شأنه أن يسيء لسمعة البلاد التي تسعى للفت الانتباه نحو إنجازاتها وتغيير الصورة السائدة حينها.
انتهت أزمة ريفالينو سريعًا بفضل تدخل جهات عليا لإتمام الصفقة وإيقاف سلسلة تقارير كان من الممكن أن تبثها وكالات الأنباء العالمية عن رفض اللاعب البرازيلي اللعب في السعودية، وكثير ما تكررت هذه الحادثة مع أكثر من لاعب شهير، خاصة عندما تولى رئيس نادي الاتحاد السابق منصور البلوي إبرام صفقات فريقه بطريقة أساءت لناديه وللكرة السعودية، ولا يبدو النصر بأفضل حال في تعامله مع مطالبات اللاعبين، ما يعني أن رفع سقف التعاقدات يتطلب اتخاذ سياسة جديدة تراعي سمعة البطولة والحد من تصعيد القضايا إلى لجان الاتحاد الدولي.