تزعجني المقارنات عندما تغفل عن الزمان والمكان، فلا يجوز أن نقارن بين موهبتين عاشتا في زمنين ومكانين مختلفين، لأن الظروف التي مرت بكل واحد مختلفة. في المسرح والمسرح فقط، يصح المقارنة بين سمير غانم وعادل إمام، لكنها غير منطقية أن تكون بين أحدهما وبين علي ربيع، لأن النصوص تغيرت لتغير الزمان، وأبناء اليوم لا يرون في مدرسة المشاغبين ما كنا نعيشه نحن من طرق المشاغبة في المدارس، لأن المشاغبة نفسها اختلفت طرقها، ولأن التعليم كله تغيّر.
حتى المقارنة بين شارلي شابلن ومستر بين ليست صحيحة، لأن شارلي ظهر في بدايات سينما صامتة وظروف إنتاجية لا تشبه ظروف مستر بين أبدًا، حتى وإن انتهج مستر بين المشاهد الصامته. والأمر نفسه ينطبق على المخرجين، فلا يجوز أن نقارن مخرجي السبعينات والثمانينات، الذين كانوا لا يستطيعون مشاهدة لقطاتهم قبل تحميض الأفلام، وبين مخرجي اليوم، الذين يشاهدونها في اللحظة نفسها، بالإضافة لآخر ما وصلت إليه الاستوديوهات من حداثة. بعد تحقيق الأرجنتين بطولة كأس العالم صارت المقارنة بين مارادونا وميسي على أشدها، وهي مقارنة أيضًا تنقصها الأساسيات، لكي تكون صالحة للعمل، في زمن مارادونا كان المدافع يضرب المهاجمين ضربًا متعمدًا، دون أن يُطرد، إلا نادرًا، ومن يشاهد مباريات الثمانينات سيعرف أن بعضها أشبه بحلبات مصارعة، أما مباريات اليوم فتم العمل طوال 40 عامًا لكي تكون نظيفة لحماية اللاعبين، لذلك لم يتعرض ميسي وزملاؤه لإصابات أبعدتهم شهورًا مثلما حدث لمارادونا ونجوم ذلك الجيل، وهذا مما يجعل المقارنة بينهما غير عادلة، وإذا ما أردنا أن نقارن مارادونا بلاعب آخر فيجب مقارنته بلاعب في زمنه، مثل ميشيل بلاتيني، ورود خوليت، لتشابه الزمان والظروف، كذلك يجب مقارنة ميسي مع نيمار أو رونالدينهو. جوائز كرة القدم أيضًا ليست منطقية أبدًا، ومعاييرها بعيدة عن العقل، وعن فهم مراكز اللاعبين، لأن رونالدو المهاجم عندما يحصل على جائزة أفضل لاعب، فكأنه أفضل من حراس المرمى، لأنهم أيضًا لاعبون، وأفضل من المدافعين، بينما مقارنته ومنحه الجائزة يجب أن تكون لأفضل مهاجم فقط، وتكون هناك جوائز لأفضل لاعب وسط، وأفضل مدافع، وأفضل حارس مرمى، وربما يكون هذا الخلط لأسباب تجارية لارتباط اللاعبين المشهورين بعقود إعلانية. المقارنات الخاطئة ظلمت نجومًا كثر في شتى المجالات. اليوم عندما أقرأ أو أشاهد نقاشًا يقارن بين نجمين بينهما فوارق زمنية، أتأكد أنه نقاش غير مهني، حتى إن كان هذا النقاش عبر وسيلة إعلامية شهيرة، وحتى إن كان من يدير النقاش اسمًا شهيرًا.
ملاحظة: مارادونا هو أفضل لاعب في التاريخ، ولينسف رأيي هذا كل ما كتبته… قارنوا بين اللاعبين حسب مراكزهم، وحسب أزمنتهم، ولكن… بعيدًا عن مارادونا!
حتى المقارنة بين شارلي شابلن ومستر بين ليست صحيحة، لأن شارلي ظهر في بدايات سينما صامتة وظروف إنتاجية لا تشبه ظروف مستر بين أبدًا، حتى وإن انتهج مستر بين المشاهد الصامته. والأمر نفسه ينطبق على المخرجين، فلا يجوز أن نقارن مخرجي السبعينات والثمانينات، الذين كانوا لا يستطيعون مشاهدة لقطاتهم قبل تحميض الأفلام، وبين مخرجي اليوم، الذين يشاهدونها في اللحظة نفسها، بالإضافة لآخر ما وصلت إليه الاستوديوهات من حداثة. بعد تحقيق الأرجنتين بطولة كأس العالم صارت المقارنة بين مارادونا وميسي على أشدها، وهي مقارنة أيضًا تنقصها الأساسيات، لكي تكون صالحة للعمل، في زمن مارادونا كان المدافع يضرب المهاجمين ضربًا متعمدًا، دون أن يُطرد، إلا نادرًا، ومن يشاهد مباريات الثمانينات سيعرف أن بعضها أشبه بحلبات مصارعة، أما مباريات اليوم فتم العمل طوال 40 عامًا لكي تكون نظيفة لحماية اللاعبين، لذلك لم يتعرض ميسي وزملاؤه لإصابات أبعدتهم شهورًا مثلما حدث لمارادونا ونجوم ذلك الجيل، وهذا مما يجعل المقارنة بينهما غير عادلة، وإذا ما أردنا أن نقارن مارادونا بلاعب آخر فيجب مقارنته بلاعب في زمنه، مثل ميشيل بلاتيني، ورود خوليت، لتشابه الزمان والظروف، كذلك يجب مقارنة ميسي مع نيمار أو رونالدينهو. جوائز كرة القدم أيضًا ليست منطقية أبدًا، ومعاييرها بعيدة عن العقل، وعن فهم مراكز اللاعبين، لأن رونالدو المهاجم عندما يحصل على جائزة أفضل لاعب، فكأنه أفضل من حراس المرمى، لأنهم أيضًا لاعبون، وأفضل من المدافعين، بينما مقارنته ومنحه الجائزة يجب أن تكون لأفضل مهاجم فقط، وتكون هناك جوائز لأفضل لاعب وسط، وأفضل مدافع، وأفضل حارس مرمى، وربما يكون هذا الخلط لأسباب تجارية لارتباط اللاعبين المشهورين بعقود إعلانية. المقارنات الخاطئة ظلمت نجومًا كثر في شتى المجالات. اليوم عندما أقرأ أو أشاهد نقاشًا يقارن بين نجمين بينهما فوارق زمنية، أتأكد أنه نقاش غير مهني، حتى إن كان هذا النقاش عبر وسيلة إعلامية شهيرة، وحتى إن كان من يدير النقاش اسمًا شهيرًا.
ملاحظة: مارادونا هو أفضل لاعب في التاريخ، ولينسف رأيي هذا كل ما كتبته… قارنوا بين اللاعبين حسب مراكزهم، وحسب أزمنتهم، ولكن… بعيدًا عن مارادونا!
