|


أحمد عيد
بيليه ليس لاعب كره قدم فقط
2022-12-31
في عام 1986 كنت رئيساً للنادي الأهلي ويدرب الفريق المدرب العظيم السيد ( تيلي سانتانا ) الذي أحضره إلى المملكة الأمير محمد العبدالله الفيصل بعد كأس العالم 1982 م . بعد أربع
سنوات تأخر منتخب البرازيل عن ركب منافسة التأهل إلي نهائيات كأس العالم مما أثار ضجة كبيرة في عالم كره القدم لحدث قد يكون الأول في التاريخ وتلقيت طلباً من الاتحاد البرازيلي مشفوعاً برغبة الشارع الكروي البرازيلي الاستعانة بالمدرب سانتانا وعودته لتدريب المنتخب . انقسم الشارع الرياضي الأهلاوي إلى مؤيد ومعارض حتى وصل الأمر لكبار صناع القرار الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله فاستدعاني وقال (كأس العالم بدون البرازيل ليس له طعم لا تحرموا العالم من متعة البرازيل إذهب إلى البرازيل وتنازل عن المدرب في التصفيات والنهائيات علي حسابي ). تلقيتُ الأمر وذهبت إلى
( ريو دي جنيرو ) والتقيت ( بالسيد الفريدو سعد) رجل أعمال وعاشق للأسطورة بيليه ولكرة القدم لإتمام المفاوضات مع رئيس الاتحاد البرازيلي ومجلس الإدارة حتى تمت .
هناك عشت مع بيليه عشرة أيام في بيت واحد نتحدث عن حياته الكروية وتنقله إلى معظم دول العالم و زيارته مع فريق ( سانتوس ) إلى الشرق الاوسط ولعبه في المملكه أمام منتخبها للشباب عام 1973.
نتحرك سوياً مروراً على معالم الجمال في المدينة وقد كان متفهماً ومثمناً لدور المملكة في الاسهام بمدربها لمساعدة البرازيل وشعبها و إيماناً بذلك تحدث كثيراً عن تقارب شعوب العالم برياضة كرة القدم مهدياً الأمير عبدالله الفيصل قميص منتخب البرازيل بتوقيع جميع الأساطير في ذلك الوقت مع المدرب سانتانا وبقيت هذه الأحداث عالقة في أذهان المسئولين هناك حتى عاود منتخب البرازيل الأول زيارته إلى مدينة جده واللعب ودياً أمام النادي الأهلي تحت قياده المدرب الكبير ( لازروني) برئاسة الأمير خالد بن عبدالله للأهلي ومشاركة منتخب البرازيل للشباب و الأندية في دورة الصداقة الدولية في أبها رداً جميلاً .
واستمرت علاقتي بالأسطورة بيليه مستمرة طويلاً حيث ألتقيته في لندن 2006 ممثلاً لشركة ( بوما ) الرياضية التي كان يرعاها وكنتُ ممثلاً للملكة العربية السعودية آنذاك لعرض ملابس الشركة وكان الحديث حول المتغيرات الحديثة في نوعية الملابس وتأثيرها الإيجابي على أداء اللاعب .
كذلك إلتقيته في مناسبات الفيفا خاصة نهائيات كأس العالم .
عرفته إنساناً نقياً محباً للغير مساهماً في نشر كرة القدم في الشعوب الفقيره والمجتمعات المعوزه ومالفت انتباهي تذكره لأدق التفاصيل في مشاركاته الكروية الودية منها والرسمية وتسجيله للأهداف ولحظة فرحه أ ن العلاقة الكروية السعودية البرازيلية تصل إلى مايقارب ستين عاماً من التواصل والخدمات و من أقدم العلاقات الرياضية التاريخية .