|


حسن عبد القادر
تأثير ميسي وصفقة «الدون»
2023-01-05
أجمل كلمات قد يكون سمعها ميسي في تاريخه كانت تلك التي قالتها له المذيعة الأرجنتينية بعد ختام تصريحه معها عقب مباراة نصف النهائي في كأس العالم، قالت له “هناك نهائي كأس العالم وجميعنا ننتظر الكأس، ولكن بعيدًا عن النتيجة هناك شيء لن يُسلب منك وهو تأثيرك على كل الأرجنتينيين، فلا يوجد طفل في الأرجنتين لا يحمل قميصك، لقد غيّرت حياة الجميع وأشعرتهم بالسعادة، وهذا أهم من كأس العالم، وهذا هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن لأحد أن يأخذه منك”.
رسالة واضحة وصريحة عن تأثير النجوم في حياة المجتمع الموجودين فيه، وهو الدور الذي يتجاوز حدود نتائج المباريات.
أسوق هذه المقدمة في عز انشغال صحف العالم ووكالات الأنباء والمنابر بتعاقد النصر مع كريستيانو رونالدو، وهي الصفقة التي يجب أن ننظر لها بطريقة مختلفة عن إمكانية تسجيله للأهداف أو مساهمته في تحقيق البطولات، لأن هذه أمور من صميم عمله وواجباته كلاعب، ولكن علينا أن نعرف ماهو دور النادي أو المنظومة الرياضية كاملة في الاستفادة من التأثير الذي يصنعه كريستيانو في المجتمع الموجود فيه.
هناك تأثير رياضي، ويجب أن ينعكس على النشء وشغفهم وكيفية تطوير أنفسهم من محبين وممارسين للعبة إلى جيل محترف يبدأ في صناعة تاريخ لنفسه وبلده كما فعل كريستيانو.
وهناك أيضًا تأثير تجاري أو تسويقي، وسينعكس وجوده في ارتفاع القيمة السوقية لنادي النصر وللدوري السعودي كذلك.
فالمعلن الجديد سيعرف أن منتجه سيكون على قميص أحد أعظم لاعبي كرة القدم في العالم، وكذلك مسألة تسويق الدوري أو التعاقد مع لاعبين عالميين آخرين لدورينا سيكون أسهل بكثير، وكل هذه الإيجابيات هي نتيجة تأثير اللاعب في المكان الموجود فيه.
هذه هي النقاط التي يجب أن نتعامل معها وأن نعززها، وأن نتجاهل المحبطين الذين مازالوا يعيشون في زمن “المجاكرة” ويبحثون عن سلبيات ليس لها تأثير على الأهداف الأهم التي بسببها تم التعاقد مع لاعب أسطوري ليكون إضافة لدورينا ورياضتنا.
علينا أن نوسع دائرة الرؤية لمثل هذه الصفقة، ونتعامل معها بحس وطني، وعندها سنتأكد أن الثأثير الذي سيتركه كريستيانو سيتجاوز ملعب كرة القدم، وسيختصر مسافات كثيرة لتقديم دورينا ورياضتنا وثقافتنا في زمن وجيز.