مقال اليوم من حصيلة ما قمت بتصويره بجوالي، إذ صارت عادةً عندي أن أصوِّر كل ما يعجبني، وأحتفظ به، لأنني أشعر بأنه قيِّمٌ في اللحظة التي قمت بحفظه، ومع ذلك أمسحه بعد مدة، ليس لأن قيمته زالت، بل لأنني قرأته مرات عدة، فاعتدت عليه.
لا أشك في أنني من أكثر الأشخاص في العالم الذين يصوّرون ما يقرؤون، والسؤال: هل تستفيد مما تقرأه، وتحتفظ به يا أخ أحمد؟ أي هل يؤثر إيجابًا فيك؟ لن أجيب، بل سأنقل لكم ما نقله حمود الباهلي، ويبدو نقله قريبًا من إجابتي حسب حالتي الروحية غير المرتفعة حاليًّا، وغير المنخفضة في الوقت نفسه! شيء أشبه بالريشة في نسمة هواء: “في سيرة ابن المقفع، أن خليل لما قابله، قال: رأيت رجلًا علمه أكبر من عقله”. مما قمت بتصويره أيضًا مقولة لجيانلوكا فيالي، أحد نجوم الكرة الإيطالية، وواحدٌ ممن يعيشون في ذاكرة مشجعي تشيلسي الإنجليزي، كنت أحبُّ فيالي، وعندما قرأت خبر وفاته قبل أيام، حزنت كثيرًا. لم يكن من اللاعبين المفضَّلين عندي، لكنه كان نجمًا خلوقًا، وأنا أحبُّ اللاعب الخلوق حتى لو كان نصف موهوب، ولا أحبُّ اللاعب العنيف أو المتذاكي حتى لو كان أفضل من مارادونا. مقولة فيالي قالها بعد إصابته بالمرض، وعقب معرفته بأن أيامه على الأرض أصبحت معدودة، وكيف أن المرض غيَّر من طريقة تفكيره. وأعتقد أن المرض أول ما يزيل من الإنسان غروره، ولا أقصد هنا فيالي، لكن بصورة عامة عندما يمرضُ الإنسان، تراه لا يطلب إلا السلامة، وينظر للحياة بمنظور إنساني رحيم وبسيط، وهذا المفهوم لا يسلكه إلا القلة من الأصحاء، أما بقية الأصحاء فعادة ما يكونون مغرورين، وإن كانوا لا يشعرون. أعود إلى مقولة فيالي التي أعدُّها من خلاصة ما توصَّل إليه في الحياة: “أدركت أنه كلما أردت أن أبكي.. أبكي”. مقولة فيالي تعني أن البكاء مشاعرُ، يجب ألَّا نخفيها خشية أن ينتقدنا بعضهم. ربما يقصد فيالي، أن نعيش مشاعرنا بطبيعية، لأنها الطريقة الصحيحة للحياة، وألَّا نعيش بصورة خاطئة لمجرد أن الآخرين يعيشون بصورة خاطئة.
ومما صورته واحتفظت به أيضًا ما كتبه أحد مشجعي كرة القدم عن المراسل التلفزيوني خالد العرافة، وهو مراسلٌ شهيرٌ وناجح، لأن فيه “كيمياء” القبول عند اللاعبين والمشاهدين، لذا تجد اللاعبين يتقبَّلون منه الأسئلة برحابة صدر، مهما ارتفعت حرارتها. ما كتبه مشجع الكرة، وإن كان يعبِّر عن محبة، لكنه يوضح أن هناك عدم فهم شبه عام لأهمية دور المراسل، وما معنى أن يكون لدى القناة، أو البرنامج، أو الصحيفة مراسلون ممتازون: “خالد العرافة مراسل سعودي، يشرف والله، ويجيد أكثر من لغة بطلاقة، ومحاور ممتاز، وشخص اشتغل على نفسه، وطوّر من قدراته بشكل جميل ومشرّف. غريب جدًّا بقاؤه كمراسل لسنوات طويلة”. مثل هذا التعليق يعدُّه المراسلون طعنةً في قلب مجهودهم، لأنهم من أسباب نجاح أي وسيلة إعلامية، وأي وسيلة إعلامية ناجحة يعني بالضرورة أن مراسليها متميزون.
لا أشك في أنني من أكثر الأشخاص في العالم الذين يصوّرون ما يقرؤون، والسؤال: هل تستفيد مما تقرأه، وتحتفظ به يا أخ أحمد؟ أي هل يؤثر إيجابًا فيك؟ لن أجيب، بل سأنقل لكم ما نقله حمود الباهلي، ويبدو نقله قريبًا من إجابتي حسب حالتي الروحية غير المرتفعة حاليًّا، وغير المنخفضة في الوقت نفسه! شيء أشبه بالريشة في نسمة هواء: “في سيرة ابن المقفع، أن خليل لما قابله، قال: رأيت رجلًا علمه أكبر من عقله”. مما قمت بتصويره أيضًا مقولة لجيانلوكا فيالي، أحد نجوم الكرة الإيطالية، وواحدٌ ممن يعيشون في ذاكرة مشجعي تشيلسي الإنجليزي، كنت أحبُّ فيالي، وعندما قرأت خبر وفاته قبل أيام، حزنت كثيرًا. لم يكن من اللاعبين المفضَّلين عندي، لكنه كان نجمًا خلوقًا، وأنا أحبُّ اللاعب الخلوق حتى لو كان نصف موهوب، ولا أحبُّ اللاعب العنيف أو المتذاكي حتى لو كان أفضل من مارادونا. مقولة فيالي قالها بعد إصابته بالمرض، وعقب معرفته بأن أيامه على الأرض أصبحت معدودة، وكيف أن المرض غيَّر من طريقة تفكيره. وأعتقد أن المرض أول ما يزيل من الإنسان غروره، ولا أقصد هنا فيالي، لكن بصورة عامة عندما يمرضُ الإنسان، تراه لا يطلب إلا السلامة، وينظر للحياة بمنظور إنساني رحيم وبسيط، وهذا المفهوم لا يسلكه إلا القلة من الأصحاء، أما بقية الأصحاء فعادة ما يكونون مغرورين، وإن كانوا لا يشعرون. أعود إلى مقولة فيالي التي أعدُّها من خلاصة ما توصَّل إليه في الحياة: “أدركت أنه كلما أردت أن أبكي.. أبكي”. مقولة فيالي تعني أن البكاء مشاعرُ، يجب ألَّا نخفيها خشية أن ينتقدنا بعضهم. ربما يقصد فيالي، أن نعيش مشاعرنا بطبيعية، لأنها الطريقة الصحيحة للحياة، وألَّا نعيش بصورة خاطئة لمجرد أن الآخرين يعيشون بصورة خاطئة.
ومما صورته واحتفظت به أيضًا ما كتبه أحد مشجعي كرة القدم عن المراسل التلفزيوني خالد العرافة، وهو مراسلٌ شهيرٌ وناجح، لأن فيه “كيمياء” القبول عند اللاعبين والمشاهدين، لذا تجد اللاعبين يتقبَّلون منه الأسئلة برحابة صدر، مهما ارتفعت حرارتها. ما كتبه مشجع الكرة، وإن كان يعبِّر عن محبة، لكنه يوضح أن هناك عدم فهم شبه عام لأهمية دور المراسل، وما معنى أن يكون لدى القناة، أو البرنامج، أو الصحيفة مراسلون ممتازون: “خالد العرافة مراسل سعودي، يشرف والله، ويجيد أكثر من لغة بطلاقة، ومحاور ممتاز، وشخص اشتغل على نفسه، وطوّر من قدراته بشكل جميل ومشرّف. غريب جدًّا بقاؤه كمراسل لسنوات طويلة”. مثل هذا التعليق يعدُّه المراسلون طعنةً في قلب مجهودهم، لأنهم من أسباب نجاح أي وسيلة إعلامية، وأي وسيلة إعلامية ناجحة يعني بالضرورة أن مراسليها متميزون.