|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2023-01-12
ـ مقال اليوم مما نقلته وسائل الإعلام في العالم الذي نعيش، وما قرأته وتوقفت عنده من أخبار عن مشاكل تقنية حدثت في اليومين الماضيين في مناطق من العالم جعلني أسأل: هل التطوّر الذي وصلنا إليه وحسّن أسلوب حياتنا متين؟ هل نحن في مأمن من أية تقلبات مفاجئة تفقدنا مميزاتنا التي أعطتنا إياها التقنية؟ إجابتي هي لا، وأرى أن العالم القائم على التكنولوجيا والإنترنت هو عالم معرض للتعطل في أي لحظة، وأن استغنائنا كليًا عن الطرق التقليدية كبديل للطوارئ هو تسّرع خاطئ. في الولايات المتحدة الأمريكية تعطلت آلاف الرحلات الجوية بسبب خطأ تقني أصاب نظام notom الذي يعمل على تحذير الطيارين من المخاطر المحتملة طول مسار الرحلة.
وهذا يعني أنهم عاشوا بلا طيران مدة ساعات، أي أن خطًأ تقنيًا واحدًا ألغى وسيلة نقل كاملة في بلد بمساحة الولايات المتحدة الأمريكية.
في بريطانيا تعرض البريد البريطاني الأربعاء الماضي لهجوم سيبراني، وأعلنت هيئة خدمات البريد الملكي أنها تواجه اضطرابًا شديدًا في خدمات الرسائل إلى الخارج! قصص انقطاع الإنترنت أو تعرض مواقع الشركات والمؤسسات للأعطال الإلكترونية لا تتوقف، ولا أقول بأننا يجب أن نعود لنظام الورقة والقلم، لكننا يجب أن نبقي الورقة والقلم بجانب الكمبيوتر، متى ما تعطل الكمبيوتر مسكنا الورقة والقلم.
ـ قبل أيام قرأت أن إيطاليًا عمره 99 عامًا طلّق زوجته، التي تبلغ 96 عامًا، بعد زواج دام 77 عامًا. وحكاية الطلاق أن الرجل اكتشف رسائل غرامية أرسلها خباز القرية إلى زوجته العام 1940، أي قبل الزواج بمدة قصيرة.
لا أدري إن كان الزوج يعيش قصة حب معها قبل أن يتزوجها وفي المدة نفسها التي استقبلت بها الرسائل، ولا أظن أن الزوج غضب لأنها استقبلت يومًا مثل هذه الرسائل قبل الزواج، ما آلمه أنها احتفظت بها طوال هذا العمر، وهذه الرحلة الطويلة بحلوها ومرها، بعض التعليقات، التي قرأتها عن الحكاية، كانت تلوم الرجل على نكرانه لرفيقة الرحلة الطويلة، وأن الماضي لا يخصه، وبعضها قالت بأن احتفاظها بتلك الرسائل كان من عدم الوفاء لزوجها!
ـ عن الطريق الصعب وخواطر الاستسلام، قال المؤرخ الإنجليزي روبرت أشتون: لا أحد يصنع سُلمًا بخطوة واحدة فقط، والأمر نفسه ينطبق على عملية تحسين الذات وتطويرها.