|


أحمد الحامد⁩
ديفيد بن جونسون
2023-01-15
- العربي الذي لا يتحدث إلا بالإنجليزية لا العرب سيعتبرونه إنجليزيًا أو أمريكيًا، ولا الإنجليز أو الأمريكان سيعتبرونه واحدًا منهم، ومن يقول بأن متطلبات العمل أصبحت تتطلب التحدث بالإنجليزية ينسى أن مِن متطلبات العمل والشارع إجادة العربية أيضًا! أتصوّر أن جزءًا من الجيل القادم ستكون لغته العربية بما فيها لهجته أكثر تحطمًا. أشاهد أطفالنا وهم يتحدثون مع بعضهم باللغة الإنجليزية، أنظر إليهم فأجد وجوههم عربية، التفت من حولهم فأجدهم في أرض عربية، لكنهم لا يجيدون التحدث بلغة الأصل والمكان، وهذا خطأ جسيم يرتكبه آباؤهم المساكين، الذين ظنوا أن إجادة أطفالهم للإنجليزية حتى لو كان على حساب العربية ضمان لمستقبلهم الوظيفي، غافلين عن تعليم أبنائهم اللغة العربية لأنها لغتهم الأولى، وأن الإنجليزية مهما أجادوها يحب أن تكون لغتهم الثانية. أعرف صديقًا أعطاني درسًا مهمًا في الحفاظ على لغة أبنائي العربية قدر المستطاع، ولا أقول بأني تعلمت الدرس جيدًا لكنني تعلمت منه شيئًا مهمًا، قال بأنه يركز الآن على تعليم أبنائه اللغة العربية بصورة ممتازة، لأنها لغة وطنهم ودينهم وقرآنهم، وعندما يصل الابن إلى سن الـ 18 يرسله لتعلم اللغة الإنجليزية بصورة مكثفة. هكذا يكون ابنه قد تعلم لغته الأم ثم اكتسب اللغة الإنجليزية. من طرق تسبب الآباء في فقدان أبنائهم للغتهم الأم أنهم يسمحون لهم التحدث بالإنجليزية فيما بينهم داخل البيت، لأن الآباء لا يريدون أن يبذلوا مجهودًا في فرض الانضباط داخل البيت بالتحدث بالعربية، بل وبعضهم يتحدثون مع أبنائهم بالإنجليزية، على أساس أن الأب اسمه ديفيد والابن جونسون! هل شاهدتم يابانيًا يجيد اللغة الإنجليزية ولا يجيد اليابانية؟ هل قابلتم أمريكيًا لا يجيد لغته؟ يا آباء يا بتوع المدارس يا مرتبكين!.
- في يوم من الأيام وأظنه قبل حوالي 6 سنوات وصلت إلى الجامع مبكرًا لصلاة الجمعة، كنت قد خططت لهذا الوصول المبكر لكي أقرأ ما تيسر من القرآن، ما أن جلست حتى انتبهت إلى رجل إفريقي يجلس بقربي وهو يقرأ القرآن بطريقة جعلتني استمع لقراءته، وكنت إذا سمعت أحدًا يتلو القرآن بطريقة جميلة أذهب إليه لأشكره وامدح قراءته، أفعل ذلك من باب الشكر والتشجيع. بعد أن انتهى صاحبنا الإفريقي من قراءته اقتربت منه وشكرته، وبعد التحدث قليلًا اكتشفت أنه سافر قبل سنوات إلى الأردن ليتعلم اللغة العربية في إحدى جامعاتها، وأنه بقي هناك أكثر من 4 سنوات، وأن حلمه كان قراءة القرآن باللغة العربية، وأن الله مَنَّ عليه بهذا الفضل الكبير.