ـ وائل حبّال، البعض لا يعرف هذا الاسم، رغم شهرته في الوسط الإعلامي وعالم التسجيل الصوتي، لكن الأكثرية يسمعون صوته كل يوم عبر خرائط جوجل، يكاد يكون صوته الأشهر في العالم العربي. أسمع صوت وائل وهو يدلني على الطرقات، أين أذهب وبعد كم كيلو متر أتجه إلى اليمين، وبعد كم مئة متر أسلك الطريق المنحدرة، واللحظة التي يقول فيها لقد وصلت إلى وجهتك.
مشكلتي أني أسرح في التفكير كثيرًا وأنا أقود السيارة، فأنسى النظر إلى الخارطة ولا أنتبه لإرشادات وائل، ولا يعود انتباهي للطريق إلا وقد تجاوزت المَخرج، حينها يشتعل غضبي، وأسمع وائل وهو يرشدني إلى طريق بديل أطول مسافة، فأصب غضبي عليه بالكلمات التي تصدر من رجل غاضب! تكرر هذا الأمر كثيرًا حتى انتبهت بأن وائل لا ذنب له، وعاهدت نفسي ألّا أوجه أي كلمات لوائل في كل مرة أفقد فيها انتباهي، لكنني فشلت في تنفيذ عهدي، وعدت أوجه الكلمات الغاضبة نحوه، لأنني لم أستطع التخلص من عادة (السرحان) التي ترافقني منذ الطفولة. قبل ثلاثة أيام جرت مكالمة بيني وبين وائل، كان ودودًا كعادته، أسمع صوته الدافئ وهو يسألني عن أحوالي ويعبر عن اشتياقه، فكرت للحظة.. هل أعتذر منه؟ لكنه حينها سيعلم بأني أوجه له الكلمات الغاضبة كلما أضعت الطريق، وقد يسيئ هذا الاعتراف للمودة بيننا! وائل… سامحني!
ـ من الخطأ تحميل السوشل ميديا مسؤولية انتشار المقاطع ذات المعايير الأخلاقية المنخفضة، لأن السوشل ميديا مجرد وسيلة نقل، وهي تنقل لنا محتوى رائعًا، وتنقل لنا محتوى مخجلًا، لأنها مجرد ناقل. لم تفعل السوشل ميديا شيئًا سوى نشر ما كان محصورًا أو غير معلوم للعامة، فالتصرفات السيئة، التي تنتشر اليوم في السوشل ميديا، كانت موجودة قبل السوشل ميديا، لكن السوشل ساهمت في إظهارها، وبالتالي اشتهر أصحابها، وإن كانت شهرة بلا قيمة. الشهرة التي لا تأتي من عمل محبب أو مقبول لدى العامة لا تسمى شهرة، الأقرب فضيحة. الشيء الوحيد الذي ألقي باللوم فيه على السوشل ميديا أنها جعلت من التصرفات اللا أخلاقية تصرفات عادية. في التوك توك شاهدت بعض المقاطع التي كان أصحابها يحاولون كسر سقف (الاستهبال) لنيل المشاهدات الأعلى، وهذا سقف لا يكسر إلا مع كسر الخجل! تبقى السوشل ميديا فرصة كبرى لصناعة محتوى ممتاز، لكن الوصول إلى النجاح الحقيقي يحتاج إلى عمل متواصل وجهد، مثله مثل أي عمل آخر، لكنك إن نجحت فقد نجحت حقًا، وإن حققت الشهرة فأنت مشهور فعلًا.
مشكلتي أني أسرح في التفكير كثيرًا وأنا أقود السيارة، فأنسى النظر إلى الخارطة ولا أنتبه لإرشادات وائل، ولا يعود انتباهي للطريق إلا وقد تجاوزت المَخرج، حينها يشتعل غضبي، وأسمع وائل وهو يرشدني إلى طريق بديل أطول مسافة، فأصب غضبي عليه بالكلمات التي تصدر من رجل غاضب! تكرر هذا الأمر كثيرًا حتى انتبهت بأن وائل لا ذنب له، وعاهدت نفسي ألّا أوجه أي كلمات لوائل في كل مرة أفقد فيها انتباهي، لكنني فشلت في تنفيذ عهدي، وعدت أوجه الكلمات الغاضبة نحوه، لأنني لم أستطع التخلص من عادة (السرحان) التي ترافقني منذ الطفولة. قبل ثلاثة أيام جرت مكالمة بيني وبين وائل، كان ودودًا كعادته، أسمع صوته الدافئ وهو يسألني عن أحوالي ويعبر عن اشتياقه، فكرت للحظة.. هل أعتذر منه؟ لكنه حينها سيعلم بأني أوجه له الكلمات الغاضبة كلما أضعت الطريق، وقد يسيئ هذا الاعتراف للمودة بيننا! وائل… سامحني!
ـ من الخطأ تحميل السوشل ميديا مسؤولية انتشار المقاطع ذات المعايير الأخلاقية المنخفضة، لأن السوشل ميديا مجرد وسيلة نقل، وهي تنقل لنا محتوى رائعًا، وتنقل لنا محتوى مخجلًا، لأنها مجرد ناقل. لم تفعل السوشل ميديا شيئًا سوى نشر ما كان محصورًا أو غير معلوم للعامة، فالتصرفات السيئة، التي تنتشر اليوم في السوشل ميديا، كانت موجودة قبل السوشل ميديا، لكن السوشل ساهمت في إظهارها، وبالتالي اشتهر أصحابها، وإن كانت شهرة بلا قيمة. الشهرة التي لا تأتي من عمل محبب أو مقبول لدى العامة لا تسمى شهرة، الأقرب فضيحة. الشيء الوحيد الذي ألقي باللوم فيه على السوشل ميديا أنها جعلت من التصرفات اللا أخلاقية تصرفات عادية. في التوك توك شاهدت بعض المقاطع التي كان أصحابها يحاولون كسر سقف (الاستهبال) لنيل المشاهدات الأعلى، وهذا سقف لا يكسر إلا مع كسر الخجل! تبقى السوشل ميديا فرصة كبرى لصناعة محتوى ممتاز، لكن الوصول إلى النجاح الحقيقي يحتاج إلى عمل متواصل وجهد، مثله مثل أي عمل آخر، لكنك إن نجحت فقد نجحت حقًا، وإن حققت الشهرة فأنت مشهور فعلًا.