أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن إطلاق مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، وهي خطوة لا شك مهمة ولها انعكاساتها الإيجابية لا سيما وأنها تحت إشراف الجمعية العمومية، وإن كنت أرى شخصيًا أن الاستعانة بالاتحاد الدولي وخبرائه لا يضيف شيئًا أكثر من محاولة تزيين الصورة، كما إنني أرى إن استبعاد المؤرخين خطأ فادح سيلقي بظلاله السلبية على مخرجات المشروع، لا سيما وأن اتحاد الكرة لا يملك حاويات معلومات تاريخية، فكيف سيؤرخ لكرة القدم السعودية منذ فجر ميلادها وهي التي انطلقت قبل ميلاده.
فعلى سبيل المثال عندما تبحث عن تاريخ بطولة السوبر وهي بطولة حديثة، لا تجد في موقع اتحاد الكرة رصد تاريخي لها سوى من البطولة التي انطلقت في موسم 2019ـ2020، فكيف ونحن نتحدث عن تاريخ كرة القدم السعودية وهي الحدث الرياضي الأهم في مملكتنا الغالية وهي المرآة الحقيقية لوطننا الغالي رياضيًا، وهي التي تحظى برعاية قيادتنا الحكيمة واهتمام سمو ولي العهد الأمين -حفظه الله-، فكل ما أتمناه هو ألا يُشوه تاريخ الكرة السعودية.
عمومًا امتدادًا للحديث عن بطولة السوبر والتي تطل علينا اليوم بحلتها الجديدة حيث أنها للمرة الأولى تقام بنظام نصف النهائي، إذ يلتقي الاتحاد والنصر اليوم وسط تطلعات مختلفة حيث يسعى الاتحاد إلى كسر عناد هذه البطولة التي يخلو سجله منها بعدما خسرها في النهائي مرتين، والعميد مؤهل للفوز على النصر في ظل علو كعبه مؤخرًا، إضافة إلى العمل الجيد الذي يقوم به مدرب الفريق نونو سانتو الذي نجح في إعادة ترتيب الدفاع الاتحادي والذي لم تهتز شباكه في أربعة عشر مباراة دورية سوى ست مرات، وفي المقابل فإن النصر يقاسم الاتحاد هذه الميزة حيث أنه هو الآخر لم تستقبل شباكه سوى ستة أهداف وأكثر من ذلك فهو صاحب قوة هجومية ضاربة، لاشك أنها ستتضاعف بوجود النجم الكبير رونالدو وبالتالي هو مؤهل للفوز على الاتحاد وفي ظل ذلك أتوقع أن نشاهد مباراة كبيرة تليق بالفريقين وتلامس تطلعات المتابعين من الداخل والخارج.
واستكمالًا لنصف النهائي يلتقي في الغد الهلال والفيحاء في مباراة رغم الظروف التي يعاني منها الهلال إلا إنني أتصور إنه قادر على تجاوز الفيحاء وانتظار المنتصر من معركة الاتحاد والنصر على أحر من الجمر، كل التوفيق لفرقنا العزيزة، فلنصدر المتعة الكروية للعالم.