|


أحمد الحامد⁩
شاشة ومُشاهد
2023-01-26
ـ في أول مشهد غير مسبوق على الشاشة، أشهرت حَكَمة مباراة أول بطاقة بيضاء في تاريخ كرة القدم، ولا ندري إن كان إشهارها للبطاقة البيضاء تحت قوانين اتحاد الكرة أم فكرة من إنسانة رقيقة تعرف الواجب والأصول، الحكاية أن كاتارينا كامبوس حكمة لقاء بنفيكا وسبورتينج أشهرت بطاقة بيضاء في وجه الطاقم الطبي للفريقين، لأنهما تعاونا معًا في علاج أحد الجالسين على دكة الاحتياط.
أعجبتني فكرة وجود بطاقة بيضاء تُشهر للاعبين، فليس كل اللاعبين يرتكبون الأخطاء، بعضهم يقومون بما يستحق الشكر، لكن حكم المباراة لا يشكرهم على تصرفاتهم بإشهار بطاقة شكر مثلما يشهر بطاقات العقاب عند ارتكابهم المخالفات. الجميل في البطاقة البيضاء أن فيها اعترافًا صريحًا بالفضل وتكريمًا لصاحبه. تخيلوا أننا نستخدم هذه البطاقة في ملاعب الحياة، البعض سيحصل على العشرات منها، والبعض الآخر ستمنعه أطباعه من الحصول عليها. عمومًا تبقى سمعة الإنسان الحسنة هي بطاقاته البيضاء، وإن لم تشهر في وجهه.
ـ شاهدت العديد من البرامج المصورة خصيصًا لليوتيوب، واستمتعت بالمحتوى الذي لا يقل في مستواه عن البرامج المقدمة في أغنى القنوات، شاهدت برامج تاريخية ورياضية وفنية مشغولة بمهارة، والجميل أن هذه البرامج اليوتيوبية هي صناعة شخصية لأفراد يحبون الإعداد والتقديم، قدموها بإمكانياتهم المادية البسيطة. اليوتيوب أصبح هو الشاشة الحقيقية التي لا يتطلب الظهور عليها موافقة إدارة القناة، وعلى كل من يرغب خوض الإعلام أن يتوجه لليوتيوب، وألا ينتظر الحصول على وظيفة في قناة تلفزيونية قد لا تأتي، أو تتأخر كثيرًا، من الأفضل له أن ينجح على اليوتيوب، وإذا ما استقطبته القناة فسينتقل إليها بنجاحه الذي حققه لنفسه.
ـ برامج (التوك شو) هي أكثر البرامج انتشارًا على الشاشات العربية، وهي الأقل كلفة بالنسبة للقنوات، لكن بعض القنوات تنسى أن البرامج الحوارية مثلها مثل بقية البرامج، تحتاج إلى الإعداد العميق والتقارير والمراسلين. تأثير برامج التوك شو لا يأتي من طول كلام مقدم البرنامج، ولا في ارتفاع صوته، لا بد من وجود ما يسند كلامه من تقارير وأرقام ودراسات، لكي يكون مقنعًا ومهنيًا، كثرة الكلام ساعة كاملة ممل دون محتوى مساند.