|


سعد المهدي
ألقاب الهلال وتفريط النصر
2023-01-28
الهلال حامل ألقاب “الدوري والسوبر وأبطال آسيا”، خسر أحدها بخروجه من “السوبر” أمام الفيحاء، ولا يشك أنصاره في أنه في حالة لا يمكن معها أن يحافظ على لقبي “الدوري وأبطال آسيا”، إلا أن يتغير معها مساره باتجاه غير الذي هو عليه، ومسؤولية هذا تتقاسمها أطرافه الثلاثة، الرئيس والمدرب واللاعبون.
أما النصر فقد فرط فيما هو أصبح لزامًا عليه “جمع بطولات الموسم الثلاث وتتويجها بأبطال آسيا”، بعد أن فقد فرصة الحصول على الأولى “السوبر” في مشهد قد تكون له تداعياته المضرة بمشواره نحو الألقاب المتبقية، إذ إن مباراته أمام الاتحاد كانت في تفاصيلها، قد كتب لها أن تقدم في مظهر “استعراضي” ذهب للاتجاه الخاطئ.
يجب الفصل بين النصر الذي ينافس كغيره على الألقاب، وبين استثمار نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو “تسويقيًّا وإعلاميًّا”، هذا يعني أن يبدأ في العمل الجاد المنسلخ من الأصداء والأضواء، ويلعب مبارياته بالعناصر المفيدة والمناسبة لكل مواجهة، أن يفرق بين ما يطلبه الجمهور والإعلام، وما تتطلبه المنافسة، نجاح النصر في التفوق داخل الملعب سيحمل معه قيمة النجم العالمي، ويساهم الطرفان في تعظيم حجم المردود المنتظر.
ظروف الهلال والنصر متضادة، ففي الوقت الذي يعيش الهلال وضعًا صعبًا “عناصريًّا” جراء الإصابات لعدد من نجومه، ومنعه من التسجيل، فإن النصر لا يتوقف عن إبرام العقود وإنهاء أخرى، ويجد أكبر تحدياته في أي من اللاعبين يبقيه ومن يضطر للاستغناء عنه، لمن يراه أفضل منه، إلا أن ذلك ليس بالضرورة أن يجعل النصر في مأمن، ولا أن يعوق الهلال عن إصراره على التمسك بألقابه.
قوة الهلال لم تتراجع، فهي كامنة في عناصره المحلية والأجنبية، بعد أن جعل منهم الوقت والإنجازات “فريق واحد”، لا تمايز بينهم إلا بما يقدم في الملعب، ويمكن أن يظل هذا “التشكيل” مع تدرج في الإحلال، وإذا خرج الفريق من “دائرة” الإصابات فلن يكون هناك شك في استمرار الهلال في المنافسة على الألقاب وكسب بعضها، أما النصر فهو عكس الهلال والسبب أن لا وجود لمن يؤسس لاستقرار عناصري “مفيد”، ويعمل على منحه “الوقت” ليتبلور بما يمكنه أن ينتج المكاسب “الحقيقية” المرجوة.