|


أحمد الحامد⁩
شاشة
2023-02-02
ـ ليلة طلال مداح بيّنت أن التحوّل الثقافي والفني في المملكة سار بسرعة مكوك فضائي، وأن الحركة الفنية وصلت إلى مستوى غير مسبوق، والمُختلف في الليلة الحدث أنها لفنان راحل، وهذا ما يعزز لمكانة الفن والفنانين، سواء في حياتهم أو بعد رحيلهم.
الليلة كانت على مستوى عربي، وعدد الفنانين المشاركين كان يرمز لمدى الاهتمام بالراحل ولمكانته. عندما غنى الفنانون المشاركون اتضح للمستمعين أي أرشيف ذهبي لدى صوت الأرض، كانت كل أغنية تقول بأنها الأجمل. طلال لم يكن صوتًا ساحرًا فقط، بل ذوقًا رفيعًا وحسًا مرهفًا في اختيار كلماته وألحانه، وهذا مما صنع لطلال نجوميته العربية. يُحسب لهيئة الترفيه ولمعالي تركي آل الشيخ هذا التتويج لمسيرة طلال، رحمه الله.
ـ منذ أشهر لم أشاهد التلفزيون، باستثناء المباريات وبطولة كأس العالم، وبعض المناسبات المباشرة، فيما تبقى كل ما شاهدته كان عبر شاشة الموبايل أو الآيباد، وتحديدًا عبر اليوتيوب، أشاهد حلقات البودكاست التي يقدمها أفراد أو مؤسسات إعلامية صغيرة، وأشاهد البرامج المنوعة المعدّة خصيصًا لليوتيوب، حتى الأخبار أتابعها مسجّلة في اليوتيوب، ولو قال لي أحدهم قبل عشر سنوات أن منافسًا أو بديلًا للتلفزيون سيكون متاحًا خلال العشر سنوات لما صدقته. وسائلنا الإعلامية تتغير بسرعة، ومع التغيير تولد وسائل وتختفي وسائل، والمحطات التلفزيونية لن تختفي في العشر سنوات القادمة، لكن طريقة عرضها ستتبدل بطريقة كبيرة، وستضطر لتكييف نفسها حسب ما يناسب المُشاهد اليوتيوبي، والقنوات التي لن تلحق هذه التغييرات ستتأخر تأخرًا أشبه بالاختفاء.
ـ يؤلمني أن أشاهد بعض الممثلين العرب على التيك توك وهم يطلبون من متابعيهم أن يضعوا لهم علامات إعجاب، لكي يحصلوا على بعض المال كون الإعجاب والهدايا على التيك توك بمقابل مالي. أتفَّهم إصرار الفنانين وهم يطلبون من متابعيهم الدعم بعلامات الإعجاب وإرسال الهدايا الإيقونية، لأن أحوالهم المادية أقل من عادية، بل أن بعضهم في حاجة ماسة من أجل مصاريفه اليومية. مشكلة الممثل أن موهبته ليست يدوية، لكي يستطيع أن يصنع منتجًا ويبيعه للمستهلك، بل مهنة تعتمد على إنتاج الأعمال التلفزيونية، وعندما لا يُستدعى لأي عمل يبقى بلا مال ينفقه على أسرته.