|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2023-02-04
ـ بالأمس صحوت على خبر المنطاد الصيني، أمريكا تقول بأن المنطاد الذي فوق أراضيها صيني، ومهمته التجسس، وسمعت محللًا صينيًا يقول: إذا كان لدى الصين أقمار صناعية.. فلماذا ترسل منطادًا؟.
أقنعني كلام الصيني، لكن قصة المنطاد تعبّر عن شيء أكبر، عن جمر يغطيه الرماد، ويبدو أن هناك من يعمل على إزاحة الرماد، وإشعال اللهب. للأسف مع كل التقدم الحضاري، الذي وصل إليه الإنسان، إلا أن مسمى الحرب العالمية الثالثة كثر في وسائل الإعلام في الشهور الماضية، ما فائدة كل التطور إذا كانت الخلافات تحل بحرب ضحاياها ملايين البشر وآلاف الملايين من الأموال؟. كلما قرأت (الحرب العالمية الثالثة) تذكرت أحد الزملاء القدامى ممن يعيشون في أوروبا، التقيت به بعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، سألني: هل تعتقد أن عمر هذه الحرب قصير؟ قلت له إنك تسأل الشخص المناسب كوني خبيرًا استراتيجيًا، وشكرته على حسن اختياره، كان الزميل يستعد لافتتاح مطعمه الصغير، اختار أن يضيف عملًا آخر لنفسه، لأنه لا يضمن بقاءه موظفًا في الشركات الخاصة، ردد دائمًا مقولة: مهما عملت في الشركات الخاصة، فأنت تعمل لغيرك، وسيأتي الوقت الذي يُستغنى عنك. كنت أفهم غاية سؤاله، كان خائفًا فيما لو وقعت الحرب العالمية الثالثة أن يخسر مطعمه الصغير! أجبته: إذا وقعت الحرب العالمية الثالثة، واشتركت فيها البلاد، التي تعيش فيها، أعدك بأنك لن تشعر بشيء، فقد سمعت بأن انفجارًا واحدًا ينهي الأمور في ثوانٍ قليلة، رحمك الله.
ـ يا جماعة الخير.. لا تثقوا بالتقنية أكثر من الورق، اطبعوا الصور التي تلتقطونها في جوالاتكم، عودوا إلى زمن الألبومات، صدقوني بأنها أضمن بقاءً، وأكثر استمتاعًا، وأصدق في المشاعر، لقد فقدت مئات الصور مع كل جوال ضائع أو متعطل، وقال لي أحد الأصدقاء قبل سنوات بأنني أستطيع استرجاعها من خلال (الكلاود)، شرح لي ما هو الكلاود، وفهمت بأن الكلاود يحتفظ لك بالصور التي تلتقطها، أو أي كتابة تريد الاحتفاظ بها، أي أن هناك من يملك نسخة ثانية مما في جوالك! منذ قفزات التقنية لم يعد للإنسان خصوصية، بمعناها الذي نعرفه، قوقل يعرف أين ذهبت، وماذا قرأت، والكلاود يعرف ماذا كتبت، وماذا التقطت من صور، واليوتيوب يعرف ما شاهدت! قبل أسبوع وصلتني رسالة من (قوقل ماب) يذكرني بمرور ثلاث سنوات على زيارتي لمكان ما، أنا نفسي نسيت بأنني زرته! فعلًا أن كل شيء له مقابل. تقنية: لا خصوصية!