الأزرق: حق.. الأصفر: ترشيح.. والأسرار تغيّب الحياد
فلامنجو.. حزن يصنع الفرح
الحال واحدة في كل بقاع المعمورة، عندما تذرف الدموع، فلا تلم الخصوم على الابتسامة.. يسقط الريال، وترفرف الأعلام في برشلونة.. تسيل الدموع في مدرجات فلامنجو، ويتراقص عشاق فلومينيزي طربًا وسرورًا، لأن أنصار كرة القدم ليسوا على قلب رجل واحد، وهذا ليس في ريو دي جانيرو وحدها، بل في كل مكان وزمان..
ليلة البارحة بينما الهلالي يردد بهجة وسعادة في أزرقه، الذي وضع قدميه طرفًا في أعظم نزال للأندية على وجه الأرض، مقتبسًا من نزار قباني:
فإذا وقفت أمام حسنك صامتًا..... فالصمتُ في حَرَم الجمال جمالُ
كَلِماتُنا في الحُبِّ تقتلُ حُبَّنَا..... إن الحـروف تمـوت حـين تُقال
كانت هناك احتفالات عارمة، وأفراح غامرة، ليس بإنجاز تحقق، بل بالسقوط المدوي للعملاق الأحمر والأقدم تأسيسًا قبل نحو 128 عامًا في المدينة الشهيرة “الريو” مهد جمال كرة القدم، وثالث حواضر أمريكا الجنوبية بعد ساو باولو وبيونس آيرس.
فلامنجو أصبح رابع فريق برازيلي، وسادس بطل من أمريكا الجنوبية، يخسر في الدور قبل النهائي بكأس العالم للأندية، وكان الضغط النفسي واضحًا على أفراده، إذ كشف ملخص المواجهة على موقع الاتحاد الدولي “فيفا” أن الحكم أشهر ثلاث بطاقات حمراء ضده بعد نهاية المباراة.
وقبل نحو عام، أنهى الهلال المونديال بخسارة موجعة أمام الأهلي المصري برباعية بيضاء، وتسبب تنظيم كأس العالم نهاية العام الماضي بتغيير مواعيد دوري الأبطال، وتأجيل نهائي النسخة الحالية، ليمنح الاتحاد القاري الهلال، حامل لقب آسيا، فرصة المشاركة مجددًا.. وهنا يقول الأزرق: ”إنه الحق”، ويردد الأصفر: ”ترشيح”، أما المحايد فلا صوت له، لأن الكرة من أسرارها وقواعدها “لا حياد مع العاطفة”.. إنها كرة القدم، التضاد فيها جميل.. كما أن جمالها متضاد أحيانًا.