يجمع مقهى الحافة الشعبي في طنجة، شمال المغرب، بين العراقة وتميّز الموقع الجغرافي، مُنتزعًا بذلك مكانةً خاصةً بين الوجهات السياحية في المدينة، رغم محدودية قائمة المشروبات والأطعمة فيه.
وتزامنًا مع تغطيتها مونديال الأندية لكرة القدم، مرّت “الرياضية” على المقهى المفتتَح منذ 102 عام، والواقع على هضبة مرشان المطلّة على خليج المدينة، ومضيق جبل طارق، والضفة الأوروبية للبحر الأبيض، تحديدًا أراضٍ إسبانية تلوح أضواؤها من بعيد ويفصلُها نحو 14 كيلومترًا فقط عن طنجة.
يتألف “الحافة”، الذي يفتح أبوابه يوميًا بين الـ 09:00 صباحًا والـ 11:00 مساءً، من خمسة طوابق تصطفّ على شكل درجَات سُلّم في مواجهة كورنيش طنجة.
في كل طابق يجلس الزبائن على مقاعد بلاستيكية بسيطة أمام طاولاتٍ من الإسمنت مثبّتة في شُرفة مفتوحة على الشارع والبحر.
وتغطى الصبغة المحلية على التفاصيل كافة. فالطاولات مكسوّة بالبلاط المغربي المنقوش كثير الألوان، والجدران والمداخِل والشُرُفات مطليّة باللونين الأبيض والأزرق، اللذين يميّزان حاراتٍ ومبانٍ مغربية قديمة.
وبين صفوف الزبائن، يجول القائمون على الخدمة بكؤوس شاي الأتاي، المشروب الأول محليًا، والمعتمِد على أوراق النعناع وأعشاب أخرى، كما يقدمون شطائر “سندوتشات” معدّة على الطريقة التقليدية. ولا يزيد سعر كأس الأتاي عن 20 درهمًا “7 ريالات سعودية”.
وقبل سبعة أعوام، أدرجت وزارة الثقافة المغربية المقهى على لائحتها للآثار، ما يمنع إحداث أي تغيير فيه إلا بمعرفتها.
وبسبب موقعه وطابعه التقليدي، وقع في أسرِ “الحافة” مثقفون وفنانون تحوّلوا إلى زبائن دائمين، مثل الروائي المغربي محمد شكري، صاحب الرواية الشهيرة “الخبز الحافي”، والكاتب الأمريكي بول بولز.
كما زارته شخصيات عالمية، بينها الغاني كوفي عنان، الأمين العام للسابق للأمم المتحدة، وونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، الذي تزامنت زيارته مع حضوره مؤتمر “أنفا” السياسي مطلع عام 1943 في مدينة الدار البيضاء المغربية.
ويذكُر صحافيون مغاربة أن شكري كان يجالس في “الحافة” مواطنه الشاعر والروائي طاهر بن جلون. وبجوار المقهى القديم يقع مقهى ومطعم حديثان افتتحهما المُشغِّل ذاته. وتستضيف طنجة، مع العاصمة الرباط، النسخة الجارية من كأس العالم للأندية، التي يلعب فريق الهلال السعودي مباراتها النهائية، غدًا، ضد ريال مدريد الإسباني.