قال رفيقي، الذي شعر بطول أيام البرد: اشتقت للصيف. وصيفنا كما هو معروفٌ، هو صيفٌ حارٌّ لاهبٌ، نعرفه منذ أن وعينا على هذه الحياة، لكنني فسَّرت اشتياقه برغبته بلفحة حارَّة، توازن البرد الذي داخله لا أكثر، وأنا على يقين تامٍّ بأنه أثناء فصل الصيف، سيقول: إنه اشتاق للشتاء، وقد يصفه بالرومانسية، ولن يتردَّد في قول بيت، أو بيتين من الأشعار التي يستثيرها هذا الفصل الرقيق الباكي، كما استثار فايق عبد الجليل:
بللني مطر الأشواق على باب الشتا والبرد
ومر الصيف يا طول أيامه ما تنعد
ومرت ذكرياتي تشيل باقة ورد
انتظرتك حبيبي وما وصلني رد.
ربَط الشعراء بين الشتاء والحاجة إلى الحبيبة الغائبة، فأجواؤه تتآمر مع عاطفتهم، وتُحرِّك ذكرياتهم، لذا يشبِّهون نزول المطر بدموع اشتياقهم ولوعتهم، ولا أظن أن هناك شاعرًا لم يؤثر الشتاء فيه، سواءً شعر بتأثيره، أو لم يشعر، وهذه واحدةٌ من تأثيرات الشتاء على نزار:
إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة للبكاء
على ذراعيك
على دفاتري.
الشتاء عندي أجمل من الصيف، وأكثر عملية ففيه تستطيع أن تلبس الملابس الدافئة، فتبعث الدفء في جسمك، لكنك لا تستطيع أن تفعل شيئًا لهواء الصيف الحار، وأرضه الساخنة! كما أن الشتاء يرتبط في ذاكرتنا بـ “الكشتات”، وهي أيامٌ، يملؤها المرح، عكس الصيف، الذي يرتبط أكثر بمنتصف النهار، وعادة النظر إلى مؤشر الحرارة في السيارة، وهل لامس الخمسين! جزى الله ويليس كارير مكتشف التكييف كل خير، وقد لاحظت أن صورته تنتشر في الـ “سوشال ميديا” كل صيف في مناطقنا العربية الحارة مرفقةً بكلمات الشكر والدعاء. لقد شكَّل اكتشافه تحولًا في أسلوب الحياة، وجاء مكسبًا كبيرًا لسكان أجزاء كبيرة من الكوكب.
* كانت إحدى الزميلات كثيرًا ما تتحدث قبل زواجها عن الأسلوب المناسب لحياة زوجية سعيدة، بالأمس أرسلت لي هذه الرسالة، لا أدري إن كانت علمًا أبيضَ مفاده الاستسلام: “أفضل سن للتفاهم بين الزوجين هو بعد الثمانين، لا هي سامعة ولا هو قادر يتكلم!”.
بللني مطر الأشواق على باب الشتا والبرد
ومر الصيف يا طول أيامه ما تنعد
ومرت ذكرياتي تشيل باقة ورد
انتظرتك حبيبي وما وصلني رد.
ربَط الشعراء بين الشتاء والحاجة إلى الحبيبة الغائبة، فأجواؤه تتآمر مع عاطفتهم، وتُحرِّك ذكرياتهم، لذا يشبِّهون نزول المطر بدموع اشتياقهم ولوعتهم، ولا أظن أن هناك شاعرًا لم يؤثر الشتاء فيه، سواءً شعر بتأثيره، أو لم يشعر، وهذه واحدةٌ من تأثيرات الشتاء على نزار:
إذا أتى الشتاء..
وحركت رياحه ستائري
أحس يا صديقتي
بحاجة للبكاء
على ذراعيك
على دفاتري.
الشتاء عندي أجمل من الصيف، وأكثر عملية ففيه تستطيع أن تلبس الملابس الدافئة، فتبعث الدفء في جسمك، لكنك لا تستطيع أن تفعل شيئًا لهواء الصيف الحار، وأرضه الساخنة! كما أن الشتاء يرتبط في ذاكرتنا بـ “الكشتات”، وهي أيامٌ، يملؤها المرح، عكس الصيف، الذي يرتبط أكثر بمنتصف النهار، وعادة النظر إلى مؤشر الحرارة في السيارة، وهل لامس الخمسين! جزى الله ويليس كارير مكتشف التكييف كل خير، وقد لاحظت أن صورته تنتشر في الـ “سوشال ميديا” كل صيف في مناطقنا العربية الحارة مرفقةً بكلمات الشكر والدعاء. لقد شكَّل اكتشافه تحولًا في أسلوب الحياة، وجاء مكسبًا كبيرًا لسكان أجزاء كبيرة من الكوكب.
* كانت إحدى الزميلات كثيرًا ما تتحدث قبل زواجها عن الأسلوب المناسب لحياة زوجية سعيدة، بالأمس أرسلت لي هذه الرسالة، لا أدري إن كانت علمًا أبيضَ مفاده الاستسلام: “أفضل سن للتفاهم بين الزوجين هو بعد الثمانين، لا هي سامعة ولا هو قادر يتكلم!”.