بالأمس صادف اليوم العالمي للإذاعة، ولهذا الصوت المرافق للخيال منذ 100 عام مكانةٌ خاصةٌ في وجدان المستمعين في العالم، فقد كان جزءًا من يومياتهم، ورفيقًا لمَن لا رفيق له. كانت الإذاعات العربية مصدرًا رئيسًا للأخبار والأدب والأغنية، وفي برامج كثيرة استمعنا إلى حصص تثقيفية في شؤون الحياة، وكانت وما زالت رفيقًا مسليًا ونافعًا.
وقد أسهم في انتشارها سهولة الاستماع إليها من خلال أجهزة صغيرة متنقلة، وصل حجمها إلى أن توضع في الجيب، وتعمل على بطاريات صغيرة، لذا استمع إليها الغني والفقير والمقيم والمسافر.
عربيًّا تختلف الإذاعة في المخيلة الشعبية في كل بلد، ففي الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، ارتبطت الإذاعة في دول الخليج بالبرامج الاجتماعية والثقافية والأغنية، أما في مصر، في ذلك الوقت، فتمحورت برامجها حول الحروب والأغنية، وفي العراق، ارتبطت المخيلة الشعبية عن الإذاعة آنذاك بالانقلابات والأغنية، إذ كان احتلال الإذاعة في هذا البلد يعني نجاح الانقلاب. عمومًا، كانت كل إذاعة تشبه بلدها شبهًا كبيرًا، وكأنها توأمه المسموع. أما ظهور الأغنية في الإذاعة، فيعني نجاحها، وشهرة مغنيها، وجواز عبوره للنجومية، فلا نجومية دون إذاعة. استمرت الإذاعات العربية بطابعها التقليدي الرصين، الذي يعتمد على لغة عربية فصيحة، ما عدا بعض البرامج الاجتماعية التي تهتم بالشأن المحلي، والبرامج الفنية الغنائية، وبرامج الشعر العامي، حيث كانت اللغة العربية خطًّا عامًّا للكلام، وهذا ما صبغ على الإذاعة طابعًا له تقديرٌ وهيبةٌ مستمدان من اللغة وفخامة الأصوات. والإذاعة مثلها مثل أي شيء آخر، تغيَّرت بتغيُّر الزمن، وجاء أكبر تغيير فيها خلال التسعينيات الميلادية، وتحديدًا مع انتشار البث الفضائي “الساتالايت”، الذي فرض إيقاعًا جديدًا على الطابع العربي القديم في الإعلام، سواءً بمساحة الحرية، أو أسلوب التقديم. حينها فُرِضَ على الإعلام العربي أن يماشي المتغيّرات، لأن المستمع والمشاهد العربي، أصبحت لديه مصادر متعددة غير التي اعتاد عليها. مع بداية عام 2010، ومع دخول الـ “سوشال ميديا”، بدأ زمنٌ جديدٌ في تاريخ الإذاعة، يمكنني أن أطلق عليه اليوم مرحلة الصورة سواءً الفيديو، أو الصورة الثابتة، وقد شاركت الـ “سوشال ميديا” الإذاعة والتلفزيون الجمهور لدرجة، قال فيها بعضهم إن الزمن لم يعد زمن الإذاعة، خاصةً مع فقدانها الميزة التي كانت تتفرَّد بها، وهي أنها مصدرٌ أوَّل للأغنية، إذ أصبح “يوتيوب” والتطبيقات الأخرى المصدر الأول للاستماع للأغنية، ومن ميزاتها أن المستمع يستطيع الاستماع للأغنية في الوقت الذي يختاره. ولأن الصوت حاسة لا يستغنى عنها، استطاع بعد مدة أن يجد في الـ “سوشال ميديا” فرصةً كبيرةً للانتشار عبر المنصَّات الصوتية وبرامج الـ “بودكاست”، فعاد الصوت بقوة بوصفه واحدًا من أهم وسائل الإعلام. ستبقى الإذاعة زمنًا طويلًا آخر، وستتعدَّد وسائل إيصال الصوت للمستمع مع تطور التقنية. مبارك لمحبي الإذاعة في يوم الإذاعة العالمي.
وقد أسهم في انتشارها سهولة الاستماع إليها من خلال أجهزة صغيرة متنقلة، وصل حجمها إلى أن توضع في الجيب، وتعمل على بطاريات صغيرة، لذا استمع إليها الغني والفقير والمقيم والمسافر.
عربيًّا تختلف الإذاعة في المخيلة الشعبية في كل بلد، ففي الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، ارتبطت الإذاعة في دول الخليج بالبرامج الاجتماعية والثقافية والأغنية، أما في مصر، في ذلك الوقت، فتمحورت برامجها حول الحروب والأغنية، وفي العراق، ارتبطت المخيلة الشعبية عن الإذاعة آنذاك بالانقلابات والأغنية، إذ كان احتلال الإذاعة في هذا البلد يعني نجاح الانقلاب. عمومًا، كانت كل إذاعة تشبه بلدها شبهًا كبيرًا، وكأنها توأمه المسموع. أما ظهور الأغنية في الإذاعة، فيعني نجاحها، وشهرة مغنيها، وجواز عبوره للنجومية، فلا نجومية دون إذاعة. استمرت الإذاعات العربية بطابعها التقليدي الرصين، الذي يعتمد على لغة عربية فصيحة، ما عدا بعض البرامج الاجتماعية التي تهتم بالشأن المحلي، والبرامج الفنية الغنائية، وبرامج الشعر العامي، حيث كانت اللغة العربية خطًّا عامًّا للكلام، وهذا ما صبغ على الإذاعة طابعًا له تقديرٌ وهيبةٌ مستمدان من اللغة وفخامة الأصوات. والإذاعة مثلها مثل أي شيء آخر، تغيَّرت بتغيُّر الزمن، وجاء أكبر تغيير فيها خلال التسعينيات الميلادية، وتحديدًا مع انتشار البث الفضائي “الساتالايت”، الذي فرض إيقاعًا جديدًا على الطابع العربي القديم في الإعلام، سواءً بمساحة الحرية، أو أسلوب التقديم. حينها فُرِضَ على الإعلام العربي أن يماشي المتغيّرات، لأن المستمع والمشاهد العربي، أصبحت لديه مصادر متعددة غير التي اعتاد عليها. مع بداية عام 2010، ومع دخول الـ “سوشال ميديا”، بدأ زمنٌ جديدٌ في تاريخ الإذاعة، يمكنني أن أطلق عليه اليوم مرحلة الصورة سواءً الفيديو، أو الصورة الثابتة، وقد شاركت الـ “سوشال ميديا” الإذاعة والتلفزيون الجمهور لدرجة، قال فيها بعضهم إن الزمن لم يعد زمن الإذاعة، خاصةً مع فقدانها الميزة التي كانت تتفرَّد بها، وهي أنها مصدرٌ أوَّل للأغنية، إذ أصبح “يوتيوب” والتطبيقات الأخرى المصدر الأول للاستماع للأغنية، ومن ميزاتها أن المستمع يستطيع الاستماع للأغنية في الوقت الذي يختاره. ولأن الصوت حاسة لا يستغنى عنها، استطاع بعد مدة أن يجد في الـ “سوشال ميديا” فرصةً كبيرةً للانتشار عبر المنصَّات الصوتية وبرامج الـ “بودكاست”، فعاد الصوت بقوة بوصفه واحدًا من أهم وسائل الإعلام. ستبقى الإذاعة زمنًا طويلًا آخر، وستتعدَّد وسائل إيصال الصوت للمستمع مع تطور التقنية. مبارك لمحبي الإذاعة في يوم الإذاعة العالمي.