|


د. حافظ المدلج
التأسيس والهوية
2023-02-17
أود في البداية تقبيل رأس صاحب فكرة “يوم التأسيس”، الذي رسّخ في الأذهان تاريخ هذا الوطن الذي نعشق ترابه بداية من الدولة السعودية الأولى، حيث إن غالبية شباب الوطن يعتقدون أن عمر هذه البلاد الطاهرة لا يتجاوز 92 عامًا، بينما بعد أربع سنوات سيصل عمرها المديد المزدهر إلى 300 عام بإذن الله، ومعرفة تفاصيل التاريخ هو الرابط بين “التأسيس والهوية”.
“الهوية الوطنية” شغل شاغل يشغل بال الحكومة والشعب، حيث يربط مستقبل الفرد والمجتمع بالارتباط بهذا الوطن ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا، وعليه فإن صانع القرار يدرك أهمية التوازن بين الانفتاح الذي يعيشه الوطن والحفاظ على هوية المواطن، من هنا جاء الاهتمام بالأيام الوطنية والاحتفاء بها على جميع الأصعدة الرسمية وغير الرسمية، ولذلك يبادر القطاعان العام والخاص على إقامة الفعاليات المرتبطة باليوم الوطني ويوم التأسيس التي تمتد لتصل للأسرة والفرد على حد سواء، لتأتي الإجازة الرسمية معززة لإبراز مظاهر “التأسيس والهوية”.
“الأسرة السعودية” عليها واجب مهم في تأصيل “الهوية السعودية” في نفوس الصغار والكبار، وذلك من خلال الحرص هذه الأيام بشكل عام ويوم التأسيس على وجه التحديد بربط الأبناء بهذه المناسبة، من خلال اللبس التقليدي الجميل وتعريفهم بمسمياته وكيفية ارتدائه، مع الاهتمام بالجانب الثقافي الذي يمكن تعزيزه بالقراءة أو مشاهدة الأفلام الوثائقية أو زيارة المتاحف الوطنية التي ترصد الصفحات المضيئة في تاريخ الوطن المجيد، مع ثقتنا بأن الأسرة تنمي حب الوطن في قلوب الصغار بترديد النشيد الوطني ومحبة قادة البلاد والدفاع الدائم عنه وتحصينهم ضد الحملات الشعواء التي تبث سمومها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالوطن الذي لا ندافع عنه لا نستحق العيش فيه، ويقيني أن جميع المواطنين يعون أهمية اندماج “التأسيس والهوية”.

تغريدة tweet:
نحن أمام تحدٍ كبير في وطن يسارع الخطى نحو التقدم في سباق الحضارة والتنمية المرتبطة بالانفتاح على العالم ومشاركته التقنيات الحديثة التي جعلتنا نعيش في قرية كونية صغيرة، ولكن علينا واجب المحافظة على هويتنا داخل تلك القرية التي نعيش فيها مرتبطين بوسائل تواصل تجعل حضارات العالم وهوياتهم على بعد ضغطة زر في جهاز بيد أطفالنا، ولذلك فالجميع مطالب بحماية النشء من المؤثرات الخارجية التي تهدد “الهوية الوطنية”، وعلى منصات يوم التأسيس نلتقي،