|


نواف العقيّل
النظرة الأوروبية لشكل كأس العالم للأندية الجديدة
2023-02-17
أعلن “فيفا” قبل أيام عن شكل بطولة كأس العالم للأندية الجديدة، التي ستنطلق صيف 2025 بمشاركة 32 ناديًا في أمريكا، في أحد تعديلات الاتحاد الدولي على لعبة كرة القدم.
وحدَّد “فيفا” عدد المقاعد على النحو التالي: أوروبا 12 مقعدًا، إفريقيا 4 مقاعد، آسيا 4 مقاعد، أمريكا الجنوبية 6 مقاعد، أمريكا الشمالية 4 مقاعد، أوقيانوسيا مقعد واحد، المستضيف مقعد واحد، وسيعتمد نجاح، أو فشل كأس العالم للأندية بشكلها الجديد بشكل كبير على مشاركة الأندية الأوروبية، على سبيل المثال، كانت هناك 13 دولةً من الاتحاد الأوروبي في نهائيات كأس العالم في قطر العام الماضي، وهي بطولة تضمُّ 32 منتخبًا أيضًا، لذا وجود عدد مماثل من الأندية الأوروبية في نسخة الأندية من كأس العالم أمرٌ منطقي بمعايير “فيفا”، لكن البطولة تواجه انتقادات قوية في أوروبا.
وادَّعى الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم، أن “الخطط الجديدة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة، وتؤدي إلى تفاقم الضغط على رفاهية اللاعبين”. كذلك انتقد منتدى الدوريات العالمية المخطط الجديد، لافتًا إلى أن الإعلان عن الخطط تمَّ من جانب واحد دون استشارة، ناهيك عن عدم الاتفاق مع أولئك المتأثرين بها بشكل مباشر: البطولات، والأندية الأعضاء، واللاعبون، والمشجعون.
أمام “فيفا” تحدٍّ كبير لإقناع الأندية الأوروبية الكبرى بالقبول بفكرة البطولة، التي ستقام كل 4 سنوات، ولكي تنجح هذه البطولة فإنها في حاجة إلى دفع أموال أكثر للأندية، وليس كما يحدث في كأس العالم للمنتخبات، على سبيل المثال حصل برشلونة من دوري الأبطال، الذي خرج من مجموعاته، على 72 مليون يورو في 6 مباريات “بمعدل 12 مليونًا للمباراة”، وهذا رقم كبير، لكن “فيفا” سيكون مطالبًا بمنافسة المميزات المالية التي يمنحها الاتحاد الأوروبي لقبول الأندية بالبطولة.
الأمر الآخر، هو موعد البطولة، حيث سيكون للموعد المقترح سلبيات عدة، منها إطالة مدة الموسم للأندية، إذ ستقام حسب المقترح في شهري يونيو ويوليو، وهذا أمر سيعني أيضًا تعثر استعدادات الأندية الصيفية للموسم الجديد، والموسم التحضيري مهم للأندية الكبرى تجاريًّا بزيارة دولة مختلفة، وأيضًا تجهيز الفريق بدنيًّا، وهذه نقطة سيعاني “فيفا” منها كثيرًا.
كأس العالم للأندية فرصة كبيرة لقارات آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية والشمالية لتطوير كرة القدم، والاحتكاك بالقارة الأوروبية التي تضمُّ أفضل الأندية على مستوى العالم، لكن بالنسبة لأوروبا، هي أشبه بكابوس مزعج، لذا قد لا يقبل به الأوروبيون دون شروطهم الخاصة، فهل ينجح إنفانتينو مرة أخرى مع الأوروبيين؟ الأيام ستكشف لنا ذلك.