|


عبد العزيز الزامل
خمسة أيام في «ميموريال»
2023-02-22
إحدى أجمل مخرجات السينما هي تعريف المشاهد على قصص حقيقية تستحق أن تروى، هذا الأمر يجعلنا نرى قصصًا حقيقية في قالب فني بحيث نستمتع بها في جهة وفي الأخرى تصل الرسالة ويتعرف المشاهد على القصة.
ودون النظر حَالِيًّا فيما إذا كانت القصة حسب ما شاهدناه هي بالفعل ما حصل بالقصة الحقيقة أم لا لأن هذا الأمر مختلف ويمكن الحديث عنه في مقالة أخرى لاحقًا، ولكن الموضوع الأساسي هو كون السينما قوة ناعمة تستغلها لذكر القصص الحقيقية من أجل التوعية بالأحداث التاريخية.
منصة "آبل تي في بلص" عملت مؤخرًا على إصدار مسلسل قصير من موسم واحد يحمل عنوانًا "خمسة أيام في ميموريال" هذا المستشفى الذي عانى لمدة خمسة أيام إثر حادثة الإعصار الشهير كاترينا.
إعصار كاترينا يعتبر أحد أكثر الأعاصير دموية وضررًا في المحيط الأطلسي خلال موسم الأعاصير في عام 2005، كما يعتبر من أكثر أعاصير أمريكا تكلفة وسابع أكبر أعاصير المحيط الأطلسي على الإطلاق.
نشاهد في المسلسل طابع إثارة ودراما جميل يمر فينا بالقصة ما قبل الحدث والترقب، وبعد ذلك خلال الحدث والأزمة ثم أخيرًا ما بعد هذه الأزمة.
العمل بالنسبة لي كان من المفترض أن يقدم خمس حلقات فقط ولا يزيد عنها، حلقة أولى واحدة قبل الأيام الخمسة الخاصة بالحادثة ثم ثلاث حلقات خلال الأزمة ثم أخيرًا حلقة بعد الانتهاء من الحدث، ولكن المسلسل بحلقاته الإجمالية وصل إلى ثماني حلقات دون مبرر فعلي، رغم أن أزمته عبارة عن خمسة أيام وهذا الأمر جعلني أصلى لمرحلة الملل بعد الإعجاب حيث إن الحلقات الأولى ما قبل الأزمة وخلالها كانت أمتع بكثير من الأحداث المملة التي حصلت في الحلقات الأخيرة والتي تروي أحداث محاكمة واتهامات.
أما من حيث الأداء التمثيلي فالممثلة الرئيسية "فيرا فارميجا " قدمت دورًا جميلًا وكانت أساس البعد السينمائي في العمل، وبقية الممثلين كان الأداء الفني لهم عاديًّا ولا يدعون للثناء... ومن الناحية الأخرى الحدث نفسه فكان حابسا للأنفاس وجاهز لأي مخرج يعمل بشكل جاد ليظهر العمل بشكل مميز.
أعمال كهذه هي كل ما نحتاجه من المسلسلات القصية وفي التصنيف الآخر كذلك - تصنيف الأعمال المبنية على قصص حقيقية.