أحمد الحامد⁩
وما لزماننا !
2023-03-01
- الإنسان أكبر صانع مشاكل لنفسه،
يذهب بإرادته وكامل قناعته إلى ما سيحاول التخلص منه، يبدأ في التدخين ثم يبدأ بمحاولات الإقلاع عنه وقد لا ينجح، يأكل دون حساب ثم يشقى لتخفيف وزنه وقد لا ينجح، يسرف في إنفاق ماله ليواجه نتائج الإسراف، يختار منطقة الراحة في مراحل قوته، فيحصد مكائدها أواخر عمره.
يمشي خلف ما لا يعنيه ليكتشف متأخرًا أنه دون أثر، يكابر في تطوير نفسه ويلقي باللوم على تغيّر الزمان وفساد الذوق، يحصر عقله في إطار ضيّق ليتفاجأ متأخرًا بضعف معرفته، والمضحك المؤلم أنه كان يدافع بشراسة عن سلوكه وقناعاته، سعيدًا بما سمعه من أقوال، واصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، والحياة مرة واحدة، وإني وإن كنت الأخير زمانه، لآت بما لم تستطعه الأوائل، فلا ضبط للنفس ولا مقاومة لضعفها، ولا حسن إدارة للوقت، ولا مداراة للجسد، ولا تثقيف للعقل، ولا تطوير للمهارات، كل ذلك من نفسه ولا غير نفسه. ولا أصدَق ولا أقرب من:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
- إيلون ماسك قبل عامين خسر 200 مليار دولار بعد انخفاض أسهم تيسلا، هل يعني ذلك أنه أفلس؟ طبعًا لا.. فقط تراجع من الرجل الأكثر مالًا إلى الرجل الذي يملك 137 مليارًا فقط! الآن عاد إلى مركزه الأول بـ 187 مليارًا بعد صعود أسهم تيسلا، وقد يتراجع وقد يصعد، وكل ذلك لا يبدو أنه يشغله، وكنت قد سمعت بيل جيتس يقول بأن الفرحة تكون بالمليار الأول، أما المليارات التالية فمجرد أرقام. خبر عودة إيلون ماسك لمنصب
الأكثر ثراءً نقلته وسائل الإعلام وكان من الأكثر قراءة، وكنت أنا أحد القراء، مع أنني لن أستفيد شيئًا ولن يستفيد القراء إن كان ماسك الأكثر ثراءً أو فقرًا، وعندما تساءلت عن اهتمامنا بماسك وأخباره، أو حتى متابعتنا لإحصائيات فوربس عن أغنياء العالم من الرجال والنساء تذكرت ما قاله المتنبي إن الناس لا يكرمون أحدًا إكرامهم من يعتقدون أنه يملك مئة ألف دينار!

- بدر بن عبدالمحسن:

كتب لك كل ما في الحب من عذب الكلام سطور
لكنه عجز يا طفلتي لا يكتب كتابك!