|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2023-03-10
ارتبط الويك إند في مخيلتي بالإجازة الأسبوعية المدرسيّة، كانت يومًا واحدًا، لكنه كان كافيًا لبعث مشاعر السعادة بالنفس، متعة كبيرة أن يزيد نومك ساعة أو ساعتين، أو أن تسهر إلى فجر الجمعة، الآن أفسر أن نقص النوم الذي كنا نعاني منه هو السبب الذي كان يجعلنا نتثاقل في الذهاب للمدرسة مبكرًا، وهو السبب الذي كان يجعلنا نختلق الأعذار للغياب! كانت آلام البطن هي العذر الأكثر استخدامًا، ربما لأن آلام البطن مخفية وغير ظاهرة، وهذا ما يمرر العذر على آبائنا وأمهاتنا، لا أعتقد أن هناك سببًا رئيسيًا آخر، لأننا وبعد ساعة أو ساعتين من بدء الحصص ننسى رغبتنا في النوم وندخل أجواء الدروس وحكاياتنا الشقية. وطالما أنني تحدثت عن ذكريات المدرسة إليكم ما وصلني عبر الواتساب من شخص يحّن إلى أيام طفولته ومدرسته (من طرائف الاختبارات: تلميذ يحفظ موضوع تعبير عن زيارة إلى المتحف، غير أن السؤال في الامتحان كان عن رحلة إلى حديقة الحيوانات، فكتب التلميذ: ذهبنا في رحلة إلى حديقة الحيوانات فوجدناها مغلقة، فذهبنا إلى المتحف.. وكتب الموضوع الذي يحفظه!).
كلما شعرت بالضيق من حالة معينة تذكرت ما قرأت أو شاهدت من حالات قاسية، فتبدو لي حالتي سهلة جدًا، وهذه الخطة المفيدة تحصلت عليها من خلال قراءة السيّر الذاتية، خصوصًا السيّر التي مر أصحابها بظروف صعبة تكاد لا تصدّق، فبعض السيّر لم يبدأ أصحابها من الصفر، بل من قاع بعيدة، تبعد عن الصفر بكثير، بل يبدو الصفر في حكاياتهم حلمًا يتوجب الاحتفال إذا ما وصلوا إليه. إليكم هذه الحكاية التي قرأتها عن شخص رفض القبول بحالة مر بها، ثم صار البقاء فيها هي أمنيته، كيف حدث ذلك؟ (يحكى أن تاجرًا ركب سفينة بصحبة غلام لم ير البحر أصلًا، ولم يجرب محنة السفينة، فابتدأ يصرخ ويئن، وبمقدار ما لاطفه الناس لم يستقر له قرار، فنغّص عيش التاجر وركاب السفينة، وصادف أن كان في تلك السفينة رجل حكيم، فقال للتاجر: إذا أمرت فإنني سأسكته، فأجابه التاجر: تكون بذلك قد بلغت غاية اللطف. فأمر الحكيم بأن يلقى الغلام في البحر، فتقاذفته الأمواج حتى إذا أشفى على الهلاك أمر أن يجذب من شعره إلى السفينة، ولما أحس الغلام أنه أصبح على سطحها جلس منزويًا واستقر آمنًا. كبُر تدبير الحكيم بعين التاجر وسأله أن يوضح السبب، فقال الحكيم: (إن الغلام يا سيدي لم يتجرع غصة الغرق حتى يعرف قدر السلامة في السفينة).
مثل ياباني: قطرات الماء القليلة قد تصنع جدولًا.