لم تجذبني يومًا الأرقام القياسية، فلا يعنيني حجم المبنى، بل يعنيني جمال هندسته وإطلالته، وراحة الحياة فيه، ولا يعنيني حجم أكبر كتاب وعدد صفحاته، فالمهم أن تقرأه من “الجلدة للجلدة” في يوم، أو يومين لشدة التصاقك به، ثم ما هي البطولة في صناعة أكبر “ساندويش”، أو صحن حمص؟!
لقد رأيت عشرات الأشخاص يتعانقون احتفالًا، لأنهم حطموا الرقم القياسي لأطول بيتزا في العالم! هذه أرقامٌ يسهل تجاوزها، لأنها قائمة على الكميّة، وبمجرد زيادتها، يتمُّ التفوُّق عليها، لكن قل لي عن ألذ “ساندويش”، وسأقول لك: نعم هذه مهارة. قل لي عن ألذ حمص، وسأقول لك: فيه مجالٌ. قل لي عن ألذ بيتزا على الحطب، وسأقول لك: المسألة فيها فنٌّ. أما الأكبر والأصغر والأطول، فهذه أمورٌ، لا تعني بالضرورة أنها الأميّز.
لا تعدُّ موسوعة “جينيس” موسوعةً للتميز، بل للغرائب والعجائب، وإن كانت فيها أرقامٌ مميَّزة! مشكلتها أنها تسجِّل كل شيء، فقد سجلت رقمًا قياسيًّا لأطول مدة احتضانٍ لشجرة! وأعتقد أن الشجرة “ذاتها” كانت مستغربة، ولا بدَّ أنها قالت لنفسها: “هل هذه آخرتها يا إنسان؟”، وأتذكَّر أن مدة احتضان الشجرة كانت نحو عشر ساعات، والعجيب أن المرأة التي احتضنتها، تلقَّت التهنئة على إنجازها! لا بدَّ أنها محظوظة، لأنها محاطة بمَن يهنئها على مثل هذا العمل، وربما أسافر إلى مدينتها، وأتعرَّف عليها وعلى أصدقائها حتى أحظى بأصدقاء يحرصون على رفع معنويات أصدقائهم. بالمناسبة يعدُّ رفع المعنويات دليل محبة وإخلاص، أما تحطيم المعنويات فله احتمالات عدة، منها عدم الحب والغيرة والغباء.
من غرائب موسوعة جينيس أكبر كرة مكوَّنة من أربطة مطاطية، استخدم فيها 700 ألف رباط مطاطي، وحصول القط بلانكي على لقب أغنى قط في العالم بعد أن تركت له صاحبته 12.5 مليون دولار، وتمنَّيت لو أنني قابلت صاحبته قبل وفاتها حتى أسألها إن كانت تدرك بأن القط لا يحتاج لكل هذا المبلغ، وأن هناك مَن يموتون بسبب الجوع وسوء التغذية، وأن هناك تلاميذ عباقرة، لا يملكون المال لدفع مصاريف الجامعة، وأن هناك مقدم برامج إذاعية يتمنى بناء استديو خاص! ويبدو أن كل مَن يريد أن يثبت أنه موجود على الأرض، يلجأ إلى موسوعة جينيس، فالأسترالي سوريش جوتشيم قام بأطول رحلة بالسلّم المتحرك، حيث صعد ونزل من على السلم ما يعادل مسافة 140 ميلًا! أيضًا تلقَّى التهنئة! رجلٌ محظوظ بأصدقائه، يهنئونه على الصعود والنزول من السلّم، وأنا أعرف أصدقاء لا يهنئونك بشهر رمضان وعيد الأضحى وعيد الفطر! في الموقع الرسمي لموسوعة جينيس، تقرأ هذه الكلمات: “هل ترغب بتحطيم رقم قياسي عالمي؟ كن مذهلًا بطريقة رسمية. يا ترى ما الذي أستطيع فعله لأكون في موسوعة جينيس؟ أسوأ كاتب؟ هذه معروفة، ربما الرجل الأكثر هذيانًا!
لقد رأيت عشرات الأشخاص يتعانقون احتفالًا، لأنهم حطموا الرقم القياسي لأطول بيتزا في العالم! هذه أرقامٌ يسهل تجاوزها، لأنها قائمة على الكميّة، وبمجرد زيادتها، يتمُّ التفوُّق عليها، لكن قل لي عن ألذ “ساندويش”، وسأقول لك: نعم هذه مهارة. قل لي عن ألذ حمص، وسأقول لك: فيه مجالٌ. قل لي عن ألذ بيتزا على الحطب، وسأقول لك: المسألة فيها فنٌّ. أما الأكبر والأصغر والأطول، فهذه أمورٌ، لا تعني بالضرورة أنها الأميّز.
لا تعدُّ موسوعة “جينيس” موسوعةً للتميز، بل للغرائب والعجائب، وإن كانت فيها أرقامٌ مميَّزة! مشكلتها أنها تسجِّل كل شيء، فقد سجلت رقمًا قياسيًّا لأطول مدة احتضانٍ لشجرة! وأعتقد أن الشجرة “ذاتها” كانت مستغربة، ولا بدَّ أنها قالت لنفسها: “هل هذه آخرتها يا إنسان؟”، وأتذكَّر أن مدة احتضان الشجرة كانت نحو عشر ساعات، والعجيب أن المرأة التي احتضنتها، تلقَّت التهنئة على إنجازها! لا بدَّ أنها محظوظة، لأنها محاطة بمَن يهنئها على مثل هذا العمل، وربما أسافر إلى مدينتها، وأتعرَّف عليها وعلى أصدقائها حتى أحظى بأصدقاء يحرصون على رفع معنويات أصدقائهم. بالمناسبة يعدُّ رفع المعنويات دليل محبة وإخلاص، أما تحطيم المعنويات فله احتمالات عدة، منها عدم الحب والغيرة والغباء.
من غرائب موسوعة جينيس أكبر كرة مكوَّنة من أربطة مطاطية، استخدم فيها 700 ألف رباط مطاطي، وحصول القط بلانكي على لقب أغنى قط في العالم بعد أن تركت له صاحبته 12.5 مليون دولار، وتمنَّيت لو أنني قابلت صاحبته قبل وفاتها حتى أسألها إن كانت تدرك بأن القط لا يحتاج لكل هذا المبلغ، وأن هناك مَن يموتون بسبب الجوع وسوء التغذية، وأن هناك تلاميذ عباقرة، لا يملكون المال لدفع مصاريف الجامعة، وأن هناك مقدم برامج إذاعية يتمنى بناء استديو خاص! ويبدو أن كل مَن يريد أن يثبت أنه موجود على الأرض، يلجأ إلى موسوعة جينيس، فالأسترالي سوريش جوتشيم قام بأطول رحلة بالسلّم المتحرك، حيث صعد ونزل من على السلم ما يعادل مسافة 140 ميلًا! أيضًا تلقَّى التهنئة! رجلٌ محظوظ بأصدقائه، يهنئونه على الصعود والنزول من السلّم، وأنا أعرف أصدقاء لا يهنئونك بشهر رمضان وعيد الأضحى وعيد الفطر! في الموقع الرسمي لموسوعة جينيس، تقرأ هذه الكلمات: “هل ترغب بتحطيم رقم قياسي عالمي؟ كن مذهلًا بطريقة رسمية. يا ترى ما الذي أستطيع فعله لأكون في موسوعة جينيس؟ أسوأ كاتب؟ هذه معروفة، ربما الرجل الأكثر هذيانًا!