|


أحمد الحامد⁩
كلام ويك إند
2023-03-25
ـ رمضان شهر المسلسلات، لمن أراد أن يقضيه بمشاهدة المسلسلات، وشهر الأطعمة وأصنافها، لمن أراد أن يجعله كذلك.
كنت أقول بأن الإعلام له تأثير علينا للدرجة التي يأثر بنا، فيسيّر أوقاتنا، واكتشفت بأننا نحن من سلمناه أوقاتنا، فمن لديه أهداف يسعى لتحقيقها لن يقضي وقته في متابعة المسلسلات والسوشال ميديا. لا أقول إن في متابعة مسلسل أو مسلسلين مشكلة، لكن هدر الوقت في غير تطوير الذات، ونثره في غير ما ينفع، هي خسارة يقدم عليها المرء باختياره، ولأنه أحب منطقة الراحة، واستكان لها، المحزن أن ثمن منطقة الراحة لاحقًا سيكون باهظًا.
ـ فعلًا لكل وقت أذان، وقيل إن من أهم مواصفات الأفكار التجارية هو توقيتها، ومدى حاجة الناس إليها، ومن أغرب ما قرأته في الأيام الماضية عن سيدة كانت تبيع الوقت! في لندن وفي ثلاثينيات القرن الماضي عملت إليزابيث بيلفيل بائعة للوقت، ولقبت بالسيدة توقيت جرينتش، أما محوّر تجارتها فكانت ساعة، في الوقت الذي لم يكن لدى أكثر العامة ساعات، فإذا أردت معرفة الوقت، وكنت مارًا أو تسكن بجانب السيدة توقيت، فما عليك إلا المرور عليها، ودفع القليل من المال لتنظر إلى ساعة إليزابيث لتعرف التوقيت! اليوم هناك من لا يلبسون الساعة لأنهم ليسوا بحاجة إليها، فمعرفة الوقت متاح في الجوالات، وفي السيارة، وعلى جدران المكاتب، كان رزق إليزابيث آنذاك في شح الساعات عند الناس. ربما نحن اليوم بحاجة إلى تعلم كيف ندير الوقت، أكثر من معرفة التوقيت.
ـ لا يوجد عمل في العالم أصعب من عمل الأمهات، لأن لا عدد ساعات محدد له، فهي تعمل من أجل بيتها وأبنائها دون توقف، والأم وحدها من تعمل متعددة الوظائف 24 على 24 ساعة، وأذكر إحدى الزميلات عندما قالت بأنها أصبحت تشبه أمها، فطلبت منها تفسيرًا، قالت بأنها تعيد على أبنائها اليوم ما كانت تفعله أمها معها ومع أخوتها، أصبحت تشبهها في الكلام، بل حتى في طريقة المشي، وحركات اليدين، قالت بأنها أصبحت تشبه أمها، لأن الأمومة تعيد نفسها، ثم تذكرت، عندما كانت في سن المراهقة، كيف ألقت هذه النكتة على أمها، التي كانت تشكو الإرهاق من شقاوة أبنائها: أم ضربت أولادها، وخلال عصبيتها قالت: انتو مش أولادي، أنا مش أمكم. رد أزنخ واحد فيهم، وقال: وعلى شو نازله ضرب فأولاد الناس؟!!