|


أحمد الحامد⁩
الجمل بما حمل
2023-03-27
ـ شاشة “mbc” شاشةٌ ذهبيةٌ، وما كانت لتصل إلى هذا اللمعان المستمر لولا التراكم الطويل من العمل المهني، والكرم في الإنفاق، والتحضير الجيد للبرامج قبل إطلاقها.
موسم رمضان في العام الجاري على شاشة “mbc”، يتميَّز بتنوعه، كالعادة، لكنه يحمل لنا أيضًا ما أعدُّه أهم برنامج ثقافي على جميع الشاشات، وأقصد برنامج “الجمل بما حمل”، ولا يخفى على المشتغلين في المجال الإعلامي، أن اختيار شخصية ثقافية بحجم فهد عافت لتقديم البرنامج، يعدُّ “ضربة معلم”، كما أن المحتوى نفسه ثري. ولا أعرف الشخص الذي اختار فهد لأشكره على هذا الاختيار، وأهنّئه على لمعان تفكيره، فبرنامج مثل “الجمل بما حمل” عمودٌ أساسٌ، كنا نفتقده على شاشاتنا، ففي مثل هذه البرامج فائدةٌ ثقافيةٌ عربيةٌ، نحن في أمسّ الحاجة إليها، في زمن أصبح بعضنا يعرف عن الأمم البعيدة وتاريخها أكثر مما يعرفه عن تاريخه وتراثه! وهنا تأتي قيمة البرنامج، وضرورة وجوده، والمطلوب من القنوات أن تبقي لنا مثل هذه البرامج الثقافية في خريطة برامجها مهما نوَّعت، ومهما تأثرت فيما هو معرَّب.
تقديم أديبنا فهد عافت، جاء على نمط الكبار، لأنه يلعب في ملعب من ملاعبه، ونحن في الموسم التلفزيوني الجاري، كسبنا فهد واحدًا ممن يثرون الشاشة بعدما أثرانا شاعرًا وأديبًا وناقدًا.
نجاح برنامج “الجمل بما حمل”، ما هو إلا البداية لعودة مثل هذه البرامج القيّمة، وأعتقد أنه سيكون محفّزًا لبقية القنوات على أن تهتمَّ بالمحتوى المعرفي الذي يمثلنا ونمثله، وأعدُّ وجود فهد عافت أجمل ما قدمته “mbc” على شاشتها في الموسم الجاري.
ـ “طاش ما طاش”، كان دائمًا مثار نقاش، يصل إلى حد الجدل، وهذا من نتاج التأثير الذي يحدثه على المشاهد، وهذا دورٌ من أدوار الفن عندما يطرح القضايا دون أن يكون مسؤولًا عن حلها. أما عودته في الموسم الجاري، فيعدُّ تصحيحًا لخطأ الغياب الطويل، وقد كان في إمكان ناصر وعبد الله أن يفترقا موسمًا، أو اثنين، أما طول الغياب، فجاء على حساب تاريخ المسلسل، في زمن كان يتطلَّب فيه وجوده من أجل مواكبة التغيُّرات الكبيرة التي حدثت في المجتمع. “طاش ما طاش” أشهر علامة في المسلسلات الخليجية، لأنه كان الأفضل على مدار 20 عامًا.
ـ تغريدة رائعة لعبد الله حمود الرشيد، قال فيها: “الدراما العربية صارت تخصّصًا، الكوميديا للسعودية، والتراجيديا للكويت، والأكشن لمصر، والتاريخي لسوريا”.