«ريتيجي».. رهان مانشيني الناجح في إيطاليا
«هو، على الأقل، يسجّل» هكذا كان رهان روبرتو مانشيني مدرب منتخب إيطاليا الأول لكرة القدم على ماتيو ريتيجي الفتي الأرجنتيني صاحب الأصول الإيطالية، من أجل سد ثغرة قلّة النجاعة الهجومية لبطل أوروبا، والذي نجح في امتحانه الأول بقميص «سكوادرا أتزورا» بتسجيله هدفين في مباراتين، ليعيد فريقه إلى مسار كأس أوروبا في ألمانيا عام 2024.
أمام المنتخب الإنجليزي الوصيف القاري، في مباراة ثأرية الخميس، وفي مستهل مبارياته في التصفيات، لم يحل هدف ريتيجي الدولي الأول من خسارة أبطال أوروبا 1-2، لكنه دق جرس منبّه الاستيقاظ بعد شوط أول كارثي سيطر عليه منتخب "الأسود الثلاثة".
في مالطا، الأحد، وضعت الضربة الرأسية للمهاجم البالغ 23 عاماً بعد ربع ساعة من صافرة البداية، الإيطاليين على سكة الانتصار 2-0 ونفض غبار الخسارة الأولى.
سريعاً، دوّن ريتيجي اسمه في السجلات القياسية حيث بات رابع لاعب إيطالي دولي فقط في التاريخ يسجل مرتين في أول مباراتين بقميص المنتخب، بعد كل من جورجو كيناليا (1972)، إنريكو كييزا (1996) وريكاردو أورسوليني (2019، 2020).
وأقرّ مانشيني قائلاً: «لقد فكّ رموز المباراة، لقد كان مهماً»، ليعبّر الفني الإيطالي عن سعادته لما شاهده من أفضل هداف في الدوري الأرجنتيني (6 أهداف في 8 مراحل).
ويدافع ريتيجي المجهول للتيفوزي الإيطاليين عن ألوان فريق أتلتيكو تيجري، نادي العاصمة بوينس أيرس، معاراً من بوكا جونيورز. وُلد في الأرجنتين، ويملك جواز سفر إيطالياً بسبب جده المتحدر من صقلية والمولود في كانيكاتي.
ويعتبر ريتيجي فصلاً جديداً من مسلسل عادات قديمة لأتزوري يتحدرون من إيطاليا أو يملكون جنسية أخرى، وتعود جذور هذه التقاليد إلى أكثر من قرن ضمن نادٍ يضم حوالي خمسين لاعباً، نصفهم من الإيطاليين-الأرجنتينيين مثل ماورو كامورانيزي بطل مونديال 2006.
ولم يحصل ريتيجي على الوقت الكافي لتعلّم اللغة الإيطالية في أسبوعه الأول الدولي، لذا عبّر شاب بوينوس أيرس عن سعادته بما أنجزه باللغة الإسبانية لقناة راي متحدثاً عن سعادته لأني بدأ مع إيطاليا.
وعندما سُئل مانشيني عما إذا كان ينوي اتباع المثال الذي وضعه ريتيجي واستدعاء المزيد من اللاعبين متعددي الجنسيات، خاصة أولئك الذين ولدوا وترعرعوا في الخارج مع أسلافهم المنحدرين من إيطاليا، قال: «نعم، لدينا نسبة ضئيلة من الإيطاليين الذين يلعبون بانتظام في الدوري الإيطالي، إذا نظرت إلى البلدان الأخرى فإنهم جميعًا يفعلون ذلك، سويسرا لديها 15 من أصل 20 لاعبًا، وكذلك تفعل بلجيكا، كما يتألق العديد من متعددي الجنسيات مع فرنسا وألمانيا وإنجلترا».
بدورها، لم تخفِ الصحافة الإيطالية سعادتها لما حققه ريتيجي، فاعتبرت هدفيه خشبة خلاص والأمل بعدم ربط مصير المنتخب بالمتقلب تشيرو إيموبيلي (33 عاماً، 55 مباراة دولية و15 هدفاً) والذي تكرّس معه بطلاً لأوروبا 2021، ولكن أيضاً عاش كارثة فشل عدم التأهل للمونديال مرتين روسيا 2018 وقطر 2022.
وكالت صحيفة توتوسبورت المديح للهداف الجديد، فكتبت ريتيغي؟ "هو، على الأقل، يسجّل".
وعنونت جازيتا ديلو سبورت: «مبارتان، تسديدتان على المرمى، هدفان. عندما نمنحه أكثر من كرة واحدة في المباراة، سنستمتع. حتى ذلك الحين، شكراً لـ +مانتشو+ (مانشيني) للعثور عليه»، معترفة أنه يتوجب على ريتيغي التطور من الناحية التكتيكية لأنه لا يزال يهدر العديد من الكرات، خلال التحركات، في تبادلاته مع الفريق.
ولم تشذ كلمات مانشيني بشأن الوافد الجديد والذي يشبهه بالهداف التاريخي للأرجنتين جابريال باتيستوتا "باتيجول" (78 مباراة دولية، 56 هدفاً)، إذ قال: «يحتاج إلى مزيد من الوقت، يتوجب عليه التعرف بشكل أفضل على الكرة الأوروبية».
ومن الممكن أن يحصل ريتيجي على فرصة تلقن فنون الكرة الأوروبية على ملاعب القارة العجوز حيث بات مستقله تحت مرمى نيران عدة أندية، حسب ما أفادت وسائل إعلام إيطالية.
من بين هذه الأندية، إنتر ميلان الذي بدا مهتماً بالمهاجم الإيطالي الجديد حيث أنّ والده وهو أيضاً وكيل أعماله أكد أيضاً ورود اتصالات من أندية إسبانية وإنجليزية وألمانية، بعدما لم يعد ريتيجي غريباً عن عالم الكرة المستديرة في القارة الأوروبية.