|


سامي القرشي
المساحات تكسب الاستديوهات
2023-03-29
لم يكن أحد ليتصور أن الجماهير الرياضية سيكون لها رأيها الذي تستطيع إيصاله إلى كل الرياضيين وبهذه السهولة، ومن خلال المحمول الخاص بكل مشجع دون عناء، في وقت مضى كان أمر الآراء حكرًا على من يشكلون عصب اللعبة من لاعبين وإداريين وإعلاميين فقط، ومن خلال المنابر الرسمية المرئية منها والمسموعة والمقروءة.
مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت ثورة من خلال الحسابات الخاصة للمشجعين، والذين بإمكانهم طرح أراءهم للجميع كي يطلعوا عليها، حتى بات المشجع إعلاميًا من موقعه.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فبعد ما يسمى بالتغريدات في موقع التواصل تويتر أصبح هناك تجمعات على شكل مساحات أشبه بالمنابر التلفزيونية للنقاش الجماهيري
مساحات تضم كل أطياف المجتمع، حتى أصبحت أشبه بالملتقى لنقاش الأحداث، وفيه من الثراء الكثير دون أي احتكار معلم وطالب دكتور وطيار والاحترام هو الشعار، الأفضلية تصب في مصلحة مواقع التواصل حاليًا حينما نتحدث عن البرامج التلفزيونية ونقاشات الإعلاميين فمساحات النقاش أكبر عددًا، وأكثر تنوعًا للمواضيع دون تحفظ.
الأمر بات كبيرًا للحد الذي أصبحت القنوات الرياضية تستعرض تغريدات وآراء المواقع الاجتماعية في برامجها كاعتراف بأن صناعة الرأي العام أصبح بيد الجماهير لا الإعلام.
وهنا يظهر سؤال ملح، وهو هل دورة الزمن على مشارف حقبة جديدة من المتغيرات بسبب ثورة المعلومات، فبعد ماض أزاحت فيه القنوات المطبوعات أصبح اليوم الدور على قنوات سوف تزيحها المساحات.
الاعترافات الضمنية والاستسلام للمواقع تأتي تباعًا، فالإعلامي يغرد وهو داخل البرامج والمدير والوزير يغرد وهو داخل اللقاء وهو الدليل أنها أسرع نقلًا للآراء.
الأمر بغاية السهولة يا أصدقاء، وهو أن كل صاحب حساب أصبح لديه منصته الخاصة التي يعلق فيها كيفما شاء على من شاء بل واستضافة كل الآراء دون رد أو انتقاء.

فواتير
ـ الجماهير تعلم قيمة مواقع التواصل ولذلك فهي تصنع الرأي العام وتوصل رسالتها إلى أصحاب القرار دون عطف أحد أو انتظار.
ـ مواقع التواصل وساحاتها أماكن مرعبة لكل مسؤول لأنها تتحدث بشكل مباشر عن نبض الشارع والأخطاء على طاولة مسؤول يتابع.