|


حاتم خيمي
محمد عبده طاش
2023-03-31
بقدر سعادتنا في أول أيام رمضان المبارك بعودة طاش القوية، إلا أن محمد عبده أصر أن (ينكد) علينا بتصريحاته الغريبة كعادته. هناك مشاهير مهما بلغوا من الشهرة إلا أن لديهم عقدة نقص من الصعب أن يتخلوا عنها وتظهر دائمًا في تصريحاتهم.
طاش قدَّم لنا حلقة قوية عن المشاهير التافهين الذين تحدثت عنهم في مقالات سابقة، وأعجبني في الحلقة إظهار زاوية أخرى خطيرة في هذا الموضوع وهي تحول المحترم إلى تافه، ليستطيع جني الأموال، فالتفاهة في هذا العصر هي السبيل إلى الثراء وكأنه يقول لنفسه ماذا أعطاني العلم؟ ماذا أعطتني الأخلاق؟ وهنا مكمن الخطورة، فبدلًا من تركيزنا فقط على إيقاف التافهين علينا أن نحافظ على المحترمين أيضًا حتى لا يتحولوا مضطرين، ليكونوا تافهين باحثين عن المميزات الكثيرة للتفاهة في هذا العصر! وكما قال ناصر القصبي في الحلقة: (التفاهة فن ومنهج)، فكل الخوف على الأجيال الحالية والقادمة طالما أصبحت التفاهة هي الطموح وأصحابها هم القدوات.
يقول ابن الوردي:
اطرح الدنيا فمن عاداتها
تخفض العالي وتُعلي من سفل.
في خضم متابعة الناس واستيائهم من هذا الموضوع أبى محمد عبده إلا وأن يغير البوصلة إلى آرائه الغريبة.
(من لا يتقي الله ما يحب محمد عبده) هذه الجملة لن أعلق عليها، فهي كافية للتعبير عن ما وصل إليه حال عبده. وحتى المهووسين به من الصعب أن يدافعوا عنه فيها.
(محمد عبده هو صانع الأغنية السعودية) جملة أخرى مستفزة ذكرها عبده سيعززها بالتأكيد عشاقه، ولكن هل هي حقيقة؟. بالتأكيد لا.
أغنية مقادير للراحل طلال مداح ويا ريم وادي ثقيف للراحل طارق عبد الحكيم هما من أوصلا الأغنية السعودية للعالم العربي وتغنى بهما كبار المطربين والمطربات، ولم نسمع يومًا من صوت الأرض أنه هو من صنع الأغنية السعودية طلال الذي لحن له أعظم موسيقار في تاريخ الأغنية العربية محمد عبد الوهاب، بل لقبه بزرياب وقيثارة الشرق. عبد الوهاب الذي لم يلحن لمحمد عبده بالرغم من وجوده في تلك الحقبة. محمد عبده يفقد الكثير من محبيه بسبب تصريحاته، وبلا شك هو فنان كبير ولكنه لم ولن يصل للراحل طلال مداح، فسيبقى الأستاذ أستاذ والتلميذ تلميذ وستبقى العقدة مستمرة. والدليل على ذلك ما ذكره عبده عن الأغنيتين الخالدتين لأستاذيه طلال وأبو بكر وطني الحبيب ويا بلادي واصلي. ثم اضطر للاعتذار بعد ذلك.