|


د.تركي العواد
أكشن جارسيا وزهايمر جيسوس
2023-04-14
في كل مرة يلغى عقد مدرب أو لاعب نسمع قصصًا عجيبة تؤيد قرار التخلص من هذا الشخص الغريب الأطوار الذي وصل إلى مرحلة لا يمكن السكوت عنها، فإدارة النادي بحكمتها صبرت طويلًا وصمتت كثيرًا ولكن الأمور تعدت الحدود الطبيعية وبحاجة لعملية جراحية.
سؤالي البسيط:
لماذا لا تلغى العقود بطريقة راقية دون أفلام وقصص جان؟
عشنا ليلة من الإثارة والأكشن، كل أحداثها تدور حول التصرفات الغريبة للمدرب الفرنسي وعدائيته مع اللاعبين وتوبيخهم بحدة بعد تردي المستوى، ولا أجد فيما قيل ما يستحق كل هذا التكبير والنفخ، فعدد كبير من المدربين لا يستطيعون التحكم في غضبهم ويهاجمون اللاعبين في غرفة الملابس بكل قسوة. مهنة التدريب لا ينجح فيها الهادئ الحبيب الذي يراعي مشاعر اللاعبين.
سؤالي الأكثر بساطة:
هل من الصعب ذكر أن إقالة المدرب كانت بسبب تراجع النتائج؟
ليس جديدًا ما سمعناه ولن تكون المرة الأخيرة التي تسرد القصص الصغيرة لتبرير الإطاحة بالمدرب. لا يمكن أن أنسى قصة جيسوس الذي فقد عقله وبدأ يكتب على الجدران ويكلم نفسه في الممرات، وبعد أن غادر الهلال حقق كوبا ليبرتادوريس مع فلامينجو بعد أربعين عامًا من الغياب.
الكرة السعودية لا تستقطب لاعبين ومدربين من الصف الأول في العالم بالمليارات فقط للفوز ببطولة، هذه نظرة ضيقة ولا تعطي المشروع الوطني حقه. ما يحدث هو جهد عظيم لرفع مستوى الدوري السعودي ليصبح من أفضل الدوريات العالمية، فلا يهم من يفوز ومن يخسر المهم أننا نعمل في منظومة واحدة ولدينا أهداف مشتركة، لا تتحقق إلا بفهم واضح أن الدوري اليوم يختلف عن الدوري قبل سنيين ويجب أن نتحلى بالمسؤولية في تعاملنا مع كل أطراف اللعبة من لاعبين ومدربين وحكام.
نتضايق كثيرًا إذا غادرنا مدرب أو لاعب وانتقد الفريق بشكل لاذع، نحس بالمرارة من الجحود وقلة الفروسية وعدم احترام العشرة، ولكننا لم نفكر لحظة واحدة بإنهاء العلاقة بطريقة تعكس طيبتنا وكرمنا ومراعاة مشاعر الآخرين، وتعكس أيضًا المشروع الطموح الذي نحن جزء منه.
يجب إلزام جميع الأندية بإقامة حفل توديع للمدربين واللاعبين، وقبلها يجب التوقف عن الإساءة لهم، فهذا لا يليق بنا ولا بهم.