|


حسن عبد القادر
بين «البايرن» والأهلي!
2023-04-14
المدربون حقائبهم دائمًا جاهزة، فقرار رحيلهم قد يتم بين شوطي المباراة.
هكذا هي حياتهم، أو بمعنى أصح ضريبة عملهم.
إلغاء عقود المدربين ليس صنيعة سعودية كما يحاول البعض أن يكرس لهذه المعلومة، وإنما هي ثقافة عالمية سائدة لأن المدرب مسجل اسمه دائمًا على أنه أول من يدفع فاتورة الفشل، أو أنه يكون ضحية فكر من يقود منظومة النادي، حتى وإن كان يقدم عملًا مميزًا.
قضية إقالة المدربين دون أسباب واضحة ومقنعة هي “فيروس” عالمي ليس له مقاييس واضحة، ولن تجد مبررات، وفي الغالب تتم وفق قناعات غرف القرار في الأندية.
مثال
إدارة بايرن ميونيخ تقيل المدرب يوليان ناجيلسمان مع أنه متصدر للدوري، ومحقق أفضل نتائج في دوري الأبطال كسب باريس والإنتر وبرشلونة وخرج بسبعة “كلين شيت” من ثمان مباريات في دوري الأبطال. وتعاقدت مع “توخيل” الذي غادرت معه كأس ألمانيا في أول مهمة محلية، وخسر من “السيتي” بثلاثية في أول مهمة أوروبية.
هنا يتم التساؤل لماذا أقيل “ناجيلسمان”؟.
طبعًا لن تجد الإجابة، لأن صناع القرار في النادي يرون مالا ترى أنت كمتابع، وقد يكون قرار الإقالة ليس بسبب بنجاح المدرب أو فشله، وإنما لأسباب قد لا تخرج للعلن، وستبقى مجرد تكهنات تردد في مواقع التواصل والمدرجات.
قبل أكثر من عشرين سنة أتذكر حديثًا للمدرب الكرواتي لوكا، الذي درب أكثر من فريق في دورينا وقتها، يقول لوكا “الأندية السعودية تتعامل مع المدربين على أنهم مدرسين خصوصيين يجب عليهم أن يحققوا نتائج سريعة في أقصر وقت وهذا خطأ لأن عملنا كمدربين يعتمد على الوقت وبناء الاستراتيجيات”، انتهى حديث لوكا. وبقي تشبيه المدرسين الخصوصيين راسخًا في ذهني.
فهل فعلًا أنديتنا تتعامل مع المدربين بهذه العقلية؟ وهل قرار إقالة المدربين مرتبط بسوء النتائج أو بسوء العلاقة مع الإدارة واللاعبين؟.
أسئلة كثيرة تطرح دون إجابات، ومنها هذا السؤال الذي طرأ برأسي حاليًا، لماذا أبقى النفيعي والمحياني على هاسي مدربًا لـ 25 جولة والفريق متجه للهبوط؟ ولماذا ألغى البايرن عقد مدربه وهو متصدر للدوري ومحقق أفضل بداية في دوري الأبطال؟.
من يعرف الإجابة يعلمني!.
ملاحظة. هذا المقال ليس له علاقة بإلغاء إدارة النصر لعقد المدرب جارسيا.